الحب في زمن أنفلونزا الخنازير ! بقلم : مهند

كعادتي دائماً !
أختار من عناوين القصص ما يوحي أن بين سطورها عمق وهدف !
وأن بين الكلمة والأخرى تكمن عناصر التشويق !
ويعتقد القارئ أن في النهاية تكمن العبرة !
وماقصصي إلا هلوسات تجتمع من ذكرياتي وباطني وظاهري وبساطتي وفشلي وإنهزامي .. قلقي وخوفي !
إلا أني أسعى لاختيار أجمل العنوانين وأكثرها جاذبية !!
هي حياتنا .. يبقى العنوان وتموت القصص ....
لا بأس بعمل مشابه لما قام به عظماء الرواية والقصة !
ماتت رائعة غابرييل وبقي العنوان !
ستموت رائعتي هذه وسيبقى العنوان !
ماتت كل قصصنا ودفنت تحت الرماد .. وبقي العنوان ..
ماتت كل قضايانا وبقي العنوان !
قضايانا تحمل أجمل العناوين
( شهامة – رجولة – حضارة – الإنسانية – الشرف – الفتوحات الرحيمة – الجهاد – النضال – الشهادة – الانتصار !!! )
عناوين قصصنا تبقى معلقة في أذهاننا وننقلها إلى كل الأجيال .. نخبرهم أننا انتصرنا !
كان عنوان إحدى الروايات (( انتصار الدم على السيف )) وكلنا لم نعلم تفاصيل الرواية !
ربما أنتصر السطر الأول في الرواية على الكتاب !!

************

كعادتي !
أذهب بقارئي إلى النهاية دون أن يقرأ ماورد في النص لأن جملي مفككة والأفكار أظن أنني أرمزها َ
ومن هو العاقل الذي سينفق بعض وقته من أجل فك رموز يريد قولها إنسان تعلَّم إمساك القلم فظن أن يده ستنقل تلك الأفكار المهزومة في عقله إلى حبر منظم على الورق ويسمي عمله قصة ! ربما رواية ؟!!
ويصور أمام ناظره مشهد كبير من جمهور عريض ! يصفق الجمهور .. يصفق .. يصفق !

*************

تعلمنا جيداً إمساك القلم .. ولكن الوقت كان صيام ! أمسكناه بعد الإمساك عن الطعام !!
إطعام العقول في زمن الصيام كفر وزندقة .. إطعامها حرامٌ حرام ٌ حــــــــرام

*************

كعادتي !
المشهد في مخيلتي وأحاول أن أنقله إلى قصة !
عنوان قصتي ( الحب في زمن أنفلونزا الخنازير )
وكما زملائي مشاهير قصص الحب ورواياته !
ما إن قررت أن أكتب عن الحب حتى اجتاحتني جيوش الكلمات التي أسرت زملائي وقتلتهم !

**********

هاهي الكلمات تحاوطني بجيش جرار !
في مقدمة الجيش فيلق من كلمات عذبة تحاول أسري وفي مؤخرته فيلقٌ من كلمات قاسية تحاول قتلي !
سأترك لقارئي أن يرتب الكلمات معي عسى أن يشاركني صد هجومها حينما ترتب نفسها لتصنع قصة كتلك التي قتلت زملائي !
ربما نباغتها ( أنا وقرائي ) ونلملمها ونأسرها !
سنحاول أنا قرّائي أن نجيّش بعض عملائنا وجواسيسنا من حروف الجر لنواجه الكلمات قبل أن تقتلني .. سينقذني قرّائي !
ستهاجمني هذه الكلمات لتصنع بداية القصة : ( كان – العشق – القمر – النسيم – الفجر – الغياب – قرص الشمس – المشاعر – دموع الفرح – الإحساس – الصدق – الخيال – زرقة السماء – الغيوم – المطر – الشاطئ – الموعد – اللقاء )
ثم يعقبها هجوم هذه الكلمات لتنتهي القصة : ( الخيانة – الغدر – البكاء – الذكريات – ياخسارة – لماذا ؟ - كيف ؟ - الضياع – الإنتحار – الجنون – السقوط – آه آه – الحسرة – الشوك – الموت – النهاية )
سأترك لقارئي وضع أحرف الجر .. ربما نستطيع معاً أن نأسر بعض الكلمات ونغير إتجاه القصة لترحل بعيداً
وإذا ما انتصرنا
سنعنون قصتنا بعنوان ( الحب في زمن أنفلونزا الخنازير )

الصديقة مي
اسمحي لي أن أسارع بالرد بعد الشكر الجزيل على تعقيبك وقرائتك
فيما سبق ماهي إلا بعض المفردات لا أقصد بها نفسي وشخصي
شكراً لك صديقتي

حين نكتب، ياصديقي ..نحن لا نكتب "شيئاً". بل نحاول ان نكتب كل اشيائنا. وقال احدهم يوماً.. اننا حين نقرأ، نبحث عن المعنى الذي نحن نريده، لا المعنى الذي اراده الكاتب.. ربما.. لم اجزم بعد!
الحب ..يا عزيزي ..إن كان في زمن الكوليرا..أو في زمن أنفلونزا الخنازير.. يبقى أجمل مافيه ..اننا نرى فيه كل ما نحب.. كل ما خسرناه وكل ما نطمع اليه.. او كل ما نشتاقه ايضاً!
مهند كل عباراتك هنا ساحرة لكن صدقا هذه يجب أن تتحول إلى حكمة

اقتباس :

تعلمنا جيداً إمساك القلم .. ولكن الوقت كان صيام ! أمسكناه بعد الإمساك عن الطعام !!
إطعام العقول في زمن الصيام كفر وزندقة .. إطعامها حرامٌ حرام ٌ حــــــــرام

مهند .. مساهمة تلو الأخرى ..يزداد أسلوبك الأدبي جمالا..و تبرهن على نضوج فكري عالي جداً

أصدقائي الغوالي
مي .. ابن الضيعة .. شذى .. حالمة بالحرية .. صبا
أفخر لأني منكم وأعتز بكلماتكم ووجودكم في يومياتي
أحبكم جميعاً وأحب كل صباح أكحل عيني برؤيا أسمائكم
شكراً لكم القراءة والتعقيب الذي أكمل فكرة ما كانت تدور في فلك تفكيري

أرفع القبعة احترماً لك مهند وأضم صوتي لصوت العزيزة شذى والغالي ابن الضيعة.
يبثى الحب وتذهب الأزمنة متنقلة من طاعون لوباء ومن الكوليرا للخنازير وحتى قد تصل التسميات إلى ما لانتوقعه أبداً ولكن يبقى الحب أكبر ويبقى الخير منتصراً ففي النهية ومهما تغيرت وتلونت الكلمات تيقى كلماتنا تتكرر من ذات الأحرف ولكن بترتيب مختلف يتناسب مع كل الحالة المتغيرة في نفوسنا..
ومن بيده القلم لا يضع نفسه في قائمة الأشقياء..
شكراً مهندموضوعك اليوم فلسفي ويحرض على التفكير..

الصديق الغالي بسام
شكراً لتعقيبك وشكراً لهذا الحب في قلبك
كل محبة والتقدير لك يا صديقي