إن تحسس الإنسان للروائح مختلف تبعا للتطور ولبيئة الإنسان وثقافته وجنسه وعمره....
فإنسان العصور الوسطى غير إنسان العصر الحديث في حساسيته للروائح...حيث أنه
كلما زادت المجتمعات تطورا كلما زادت حساسية الناس تجاه الروائح بمختلف أنواعها سواء
اللطيفة منها أو المزعجة؟!
وعموما النساء أكثر حساسية للروائح من الرجال...والشباب أكثر من المتقدمين في العمر...
الإنسان بطبعه ميال للرائحة الذكية المنعشة التي تترك أثرا طيبا على النفس وتريحها ولذلك
صنع العطور ويتعطر بها..
بينما ترتبط الروائح غير الذكية والمزعجة عنده بالأوبئة وبالأمراض....
مع زيادة نشاط الإنسان الصناعي والزراعي والتجاري زادت الروائح الناجمة عن الملوثات الناجمة عن هذه الأنشطة
وهي في الغالب روائح مزعجة وغير محببة للنفس وعندما تزيد عن حد معين فإنها تسبب للإنسان إزعاجا قد يصل
إلى آلام في الرأس ووهن وضعف عام ...
في المجتمعات المتقدمة تم إصدار العديد من التعليمات التي تحاول أن تحمي الناس من إزعاجات الروائح الناجمة
عن المصانع ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي والقمامة..وغيرها من المنشآت.
أما في بلادنا حيث لا زلنا على طريق تفهم معنى البيئة ...فإننا نعاني من الروائح في كل مكان لدرجة أن البعض
ألفها أو تعود عليها...دون أن يعي كم من الضغط النفسي يسببه التلوث بالروائح؟