في لحظات مسروقة من عمر الحاضر تعود بي الذاكرة ..
إلى الوراء ..ربما للوراء قليلا ..يوم يومان ..و أحيانا سنة سنتان ...
أو عمر و حتى أنني أحيانا أعجز عن تصور مدى تخطي المحطات الماضية ..لحظات أسرقها و لا أتقن سرقتها فأعيش فيها و في حاضري معاً ..
إنها تفعل الكثير ...
تعيد ما مضى من عمري ..و تربطه بما أنا عليه في حاضري ..
أحس أنني أسرقها لأدفع بذاتي للأمام لأحاول الأحسن........
ربما أصوات السنونو هذه التي أفتح أذني كل صباح عليها..........
أصدقائي أولئك الذين يأتون كل سنة في موعدهم إلى بيتهم و إلى صديقتهم إليَ ..يأتون ليعيدوا بناء أعشاشهم ...أما عما يحضرونه لي معهم ..
فهو العمر الذي أسرق منه لحظات :
للقطات ..ربما أحببتها و غابت ..و ربما كرهتها و غابت أيضاً ....
لأفكار ..كانت قيد فكرة ثم بدت نشئً ...
لمشاعر ..ربما أفرحتني إلى حد البكاء و ربما أبكتني إلى حد الذهول ....
لأمكنة أحببتها و عشقت من فيها..
و باعدت المسافات كالعادة بين تلك الأرض الحبيبة و بيني ....
لأشخاص كانوا كملاك احتاج مني ..وقفة ..
ليحتموا بيَ من خناجر الأيام
فلبيت
و كنت درعهم
و إذ بهم ليسوا سوى شيطان و نار ...
تلك سرقة أكرهها ....
.........................................
أظن أن ذاكرتي ليست طوع إرادتي ..
تسرق كل ذلك للحظة و في وقت أكون فيه هناك داخل عملي بين العديد من الأشخاص الذين تنتابهم شتى الطقوس .. وعقلي يعمل مع هذا و ذاك ..
أما قلبي فيعين ذاكرتي في سرقتها ...للحظات..
تأخذ دوماً بنظري إلى البعيد و كل من حولي يحاول إعادتي ......
و أعود ..
لكن يبقى لدي شيء سرقته .. لحظات احتفظ بها ..
أخفيها عن يومي ..عن زماني و مكاني ..
ارمقها بنظرة عتاب و حنين و ألم و أضعها جانباً ككل اللحظات المسروقة ..
أحس بها كم مر من عمر و كيف مر ..
و كم بقي من عمر و كيف سيمر ........
و أدعو الله أن يكون القادم خير من الماضي و الحاضر ..
و أن يبقى هنالك خوف من الله في قلوب البشر و أفعالهم .....
فالحب شعور صغير لمن يملك ..............قلب...