مايونيوز/رويترز - انتشل رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ اليوم الاثنين أشلاء عشرات من المباني المحترقة في أسوأ حرائق غابات شهدتها استراليا وارتفع عدد القتلى الى200 شخصا.
وأخذ كريستوفر هارفي وهو من الناجين في كينجليك التي سقط فيها عدد كبير من القتلى يسير في البلدة ويقول منتحبا "الكل رحل. الكل رحل. الكل.. المنازل انتهت انهم ماتوا داخل المنازل. الكل مات."
وتعتقد الشرطة الاسترالية ان بعضا من الحرائق التي دمرت بلدات ريفية قرب ملبورن ثاني أكبر مدن استراليا أُشعل عمدا وأعلنت واحدة من البلدات المدمرة مسرحا للجريمة.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود للتلفزيون المحلي "لا توجد كلمات تصف ذلك سوى انه قتل جماعي."
وأضاف رود "هذه الأعداد (القتلى) صادمة...وأخشى انها سترتفع أكثر."
وحرائق الغابات في استراليا حدث طبيعي سنوي وهي أسوأ الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها البلاد منذ ما يزيد على قرن ولكن هذا العام ادى تضافر ارتفاع درجة حرارة الجو والجفاف والغابات الجافة القابلة للاشتعال الى خلق ظروف مواتية للحرائق.
وستضع الحرائق والفيضانات العارمة في ولاية كوينزلاند في الشمال ضغوطا على رود الذي من المقرر ان يضع سياسة جديدة للمناخ في مايو ايار. ويستشهد الساسة الاعضاء في جماعات الخضر بهذا الجو للترويج لانتهاج سياسة اكثر تشددا فيما يتعلق بالمناخ.
واجتاح حريق هائل عدة بلدات صغيرة مرة واحدة مساء السبت مدمرا كل شيء في طريقه. ومات كثيرون في السيارات أثناء محاولتهم الفرار من هذا الجحيم وقتل آخرون وهم متجمعون في منازلهم ولكن البعض نجا بالاحتماء في أحواض سباحة أو خزانات المزارع أو الاختباء في أقبية.
وبلغ ارتفاع ألسنة اللهب في بعض المراحل أربعة طوابق وأشعلت المزيد من الحرائق على بعد 40 كيلومترا من مصدر اللهب مع اشتداد الريح.
وقال كريس هارفي الذي نجا من الحرائق لوسائل الاعلام المحلية " قلت لكم ان الأمر يبدو كهيروشيما. يبدو كقنبلة ذرية. هناك حيوانات نافقة على طول الطريق."
ودُمر أكثر من 750 منزلا ويرقد في المستشفى نحو 78 شخصا مصابين بحروق وجروح خطيرة.
وقال الطبيب دي فيليرز سميث في قسم الطواريء ان بعض المصابين يعانون من حروق غطت 30 في المئة من أجسامهم وان بعض الاصابات كانت أسوأ من الاصابات التي حدثت في تفجيرات جزيرة بالي الاندونيسية عام 2002 والتي أصيب فيها عدد كبير من السياح الاستراليين.
ويقول علماء ان استراليا ببيئتها القاسية ستكون من اكثر دول العالم تأثرا بتغير المناخ.
وقال كيفين هينسي من مركز الكومنولث للعلوم والابحاث الصناعية "الزيادة المستمرة في الغازات المسببة للبيوت الزجاجية (الاحتباس الحراري) سترفع الحرارة اكثر وتزيد من حالات الجفاف في جنوب استراليا مما سيفاقم من مخاطر (الحرائق.