لنفترض أن دجاجة محلية مورثاتها ذكية تبيض بيضتين في اليوم، وأن الحكومة العليّة قررت حماية ورعاية هذه الثروة الوطنية فكلفت السيد وزير الفلاحة والدواجن الإشراف عليها، فماذا سيحصل؟
أولاً سيجتمع السيد الوزير مع مستشاريه لوضع أفضل الخطط الاستثمارية لتنمية الدجاجة الوطنية، ثم يعقدون مؤتمراً صحفياً يشيدون فيه بإنجازات الثورة الزراعية، وستظهر صورة السيد الوزير في الصحف وهو يحتضن دجاجة الوطن المظفرة .. بعد ذلك سيكلف السيد الوزير اللجان المالية بوضع ميزانية لدعم وتطوير الدجاجة البلدية، بعدما يتم تنسيبها إلى الجمعية الفلاحية، وسيصدر قراراً بتعيين مهندس زراعي وطبيب بيطري وحارس ليلي وسائق ولجنة مبايعات وثلاثة موظفين (محسوبية) واحد من قبل اتحاد الفلاحين وواحد من قبل شعبة الحزب وثالث من قبل وزير الزراعة مع مراقب دوام وديك. وستعلن الوزارة عن مناقصة بالظرف المفتوح لبناء مقر للموظفين تحت اسم «المختبر الوطني لأبحاث الدواجن» وسيتم تخصيص سيارة بيك آب لنقل علف الدجاجة وميكروباص لنقل الموظفين. وبعد عدة أشهر ستنعقد "ندوة الثلاثاء الاقتصادي" لبحث ظاهرة مضاعفة الإنتاج الزراعي وسياسة الاكتفاء الذاتي عبر تجربة الدجاجة البياضة، وسيختلف الاقتصاديون حول تقويم إنتاجها ضمن اقتصاد السوق الاجتماعي أم الاشتراكي، وسيقررمستشارنا د. الدردري إدراج الدجاجة ضمن خطته الخمسية الرابعة والعشرين.. ثم وبمناسبة حلول عيد العمال سيشارك سائر موظفي «المختبر الوطني لأبحاث الدواجن» في مسيرة عفوية، وستخلو المنشأة من موظفيها باستثناء الحارس الطرطوسي الذي سينشغل عن الدجاجة بتجهيز عدة المتي، وسيستغل الجقل (الثعلب بالفصحى) انشغاله ويخطف الدجاجة ثم يأكلها.. مع ذلك سيستمر موظفو المختبر بتوريد بيضتين يومياً إلى خزينة الوزارة من أجل استمرار وجود «المختبر الوطني للأبحاث» وتحقيقاً لشعار «يا عمال المداجن اتحدوا».. ولن يستمروا طويلاً لأن إسرائيل ستقدم على قصف المدجنة باعتبارها منشأة نووية، بعدما يصور قمرها الصناعي البيض النووي الذي تبيضه الدجاجة السورية الإرهابية.. وسينشغل العالم وهيئة الطاقة الذرية بطموحات سورية النووية، وسيزور الدكتور البرادعي القطر مع محققي الوكالة ويقول بأنهم لم يعثرو على الدجاجة النووية، وإنما فقط عثرو على ديك سوري يشتبه بقدرته على إنتاج بيض نووي !؟
هامش: مازالت مؤسسات الدولة مستمرة في الإعلان عن مناقصاتها بالظرف المختوم والواقع يقول أن الظرف مفتوح بدليل أن أغلب المناقصات ترسو على أقربائها وشركائها ..في الوطن
بقلم: نبيل صالح