في اللحظة
أتلمسك بيدي وأتفهم العالم
أفكر بك
وأتحسس الزمن
معلق أنا وعار الى الأبد
أهبُّ ،أمطر،أسطع
أنا السماء،
أنا النجوم والأرض،
والقمح المعطر الذي يتمخض بالنواة
راقصا
في ذاته الخضراء!
أعبر
كصاعقة في الليل
أضئ
وأسقط
*********
في رحلة الجانب الاّخر
الديوان خال،
والروضة تموج بذكرى المسافرين
مطرقا بخيالك في وادي الشمس:
الصفصاف المظل ذاو
عند وسادتك
بعيد أنت
بعيد عن الجانب الاّخر لشقائق النعمان
أين ظل بسمة
لتنفذ في انبهار الخضرة؟
أين النسمة
لتدخل من شقوق الفكر؟
ينزلج حصى النهر على وجنتيك
ندى الغابة البعيدة،
تسرق وجهك
لقد سرقوك منك،
وهذه هي الوحدة العميقة
أنت تبكي،
وفي الطريق المتعرج لأغنية
تتيه
***********
سورة الرؤيا
أقسم بالرؤيا
بشروع الكلام
وبتحليق الحمام من الذاكرة
توجد مفردة في القفص
كانت كلماتي مضيئة
مثل قطعة عشب
قلت لهم:
ان على عتباتكم شمسا
اذا فتحتم الباب
ستسطع على أفعالكم
وقلت لهم:
من يلمح في ذاكرة الخشب روضا
سيبقى وجهه معرضا لهبوب الشوق الابدي
ومن يصادق طيور السماء
سيكون نومه
أهنأ نومٍ في العالم
ومن يقطف النور من رؤوس أصابع الزمن
سيفك عقد النوافذ بالاّهات
****************
عبور
حتّام الرحيل
من ديار الى ديار؟
لا أطيق البحث عن حب جديد
ليتنا كنا كتلك السنونوات
نمضي طول العمر في الأسفار
من ربيع الى ربيع
اّه
كأن غيمة ثقيلة سوداء
ترتمي على ذاتي
فكلما
تمتزج قبلتك بشفاهي
أحس
كأن عطرا عابرا
يموت
كم يغمر خوف الزوال
حبي الحزين
وترتعد فيّ الحياة
حين أنظر عبر النافذة اليك
تتراءى لي
شجرتي الوحيدة المليئة بالأوراق
تقارع حمى الخريف
وصورة
تأخذها الأمواج
فوق المياه الجارية باضطراب
طوال الليل والنهار
الليل والنهار
الليل والنهار
دعني أمارس النسيان
فما أنت سوى
لحظة واحدة تفتح عيني على برهات الوعي
دعني أمارس النسيان
***********
أزرق
الوردة الحمراء
نبتت زرقاء
الجدجد
يغني بزرقة
القمر
سيسطع أزرق أيضا
هذه الليلة
وكل مكان تبلل بالأزرق
فيا كل هذا الازرقاق
هل اتيت من البحر؟!
********
قصف عيوني
كلما
يقوسني ذنب
تأتي
كلما
يخطط المطر
لقصف عيوني
تأتي
كلما
أهم بالوداع
تجلس أصابعك
على شفاهي
*********
لهجة جبريل
حتى وان
لم أعثر على القبلة
فلن أقتدي بك
في صلاتي
في كل صحراء
توجد شجرة
ترتبط بالله
وألياف النخل
تعرف لهجة جبريل
أنا أعشق صحراء
تترنم في الوحدة
وتستطيع
أن تتلو
في موسيقى الصمت
سورا خضراء
*********
المطر
تنزل السماء
الى الأرض
بحبل المطر
وتعلو الأرض
الى السماء
بحبل المطر
وأنا
أعمل المستحيل
لأقول
انني لن أخبئ دموعي عنك
عندما
تكفي وساطة المطر
لالتقاء الأرض بالسماء
************
النشيد الثالث
قرب نهر من الدماء
سقطت مضرجا
كي تفسر الجنون الرفيع
ونهر الكارون
فار في عروق جبينك
وارتدى قلبي
رداء ذكراك القاني
والشمس
شربتك
قطرة قطرة
من أجل معراج الرجال
أقمت صلاة
مثل جرح الحسين(ع)
في ظهر عاشوراء
ومن هذا الباب
أيها الصديق!
في كل غروب
تقتدي
الشمس
بجرح جبينك الشبيه بالنجوم
وكل طلوع
تؤدي اسمك
مثل السلام الأحمر
في الصلاة
*********
الاّن
الاّن
أستطيع أن أكتب الماء
وأغرق
دون أن أحتاج الى الشاطئ
دون أن أتضرع
ولحظة أخرى
أستطيع أن أكتب الريح
وأحلق
الى أفق الأحزان البيعدة
بقشرة جافة
دون الخوف من السقوط
أستطيع أن أفكر بغصن أخضر
كهدية طير جريح
وأستغرق فيه قليلا
وبعدها أستطيع أن أفكر في الموت
وهكذا
ببساطة أموت
***********
عهد
أيتها الشجرة الأندلسية
أين نسيت
أغصانك فجأة؟
أو كما قالت شقيقتي فروغ
في أية روضة
قد زرعت يديك حبا؟
ليكن هذا العهد
بيننا أبدا
بأن تحل عيوني
محل يديك!
أنا أروِّي يديك
بماء عيوني
وأنت تمنحين
عيوني ماء الوجه!
أنا أتعهد لعينيك القلقتين
بأن جذورنا ستصل الى الماء
وأغصاننا للشمس
نحن
سنخضر مرة أخرى!
***********
بدلا من قصائدي
فجأة
دون أن أترقب قدوم أحد ما
تأتين
مثل حزن جميل وبسيط
تجلسين في صوتي
وتغنين
على أسماع اللحظات الصخرية
أغرب أغنياتي
أحيانا
تتجمعين في عيوني
وأحيانا تتبرعمين بين يدي
فأنت
ذلك الضيق المنطفئ الوحيد
فجأة
تأتين
مثل حزن جميل وبسيط
وتبكين
من أجل السهوب
الخاوية من الفرسان والرياح
تبكين
بدلا من قصائدي
*************************