أبواب مواربة

موضوع: أبواب مواربة 03.04.09 0:02

ـ1ـ
وحيد هو في غرفة لا تتجاوز مساحتها ستة عشر مترا مربعا!
أمامه على طاولة مستديرة فنجان قهوة ومنفضة تتلقى برقي

رماد السيجارة المحتضنة بحب بين إصبعيه والتي يعبق دخانها في أرجاء الغرفة!
تحاول يده الأخرى أن تخط عمرا من الشقاء قضاه ما بين وطن حبيب أنجبه وتركه
جائعا ..بردانا..غريبا عن ذاته,مسجونا, وبين آخر غريب احتضنه , أمن له عملا
ودفأ برد عظامه؟ ومنحه الحرية!!
كتب(إن عدت إليك جننت ...وإن تركتك شقيت,كم قالوا عنك حنونا ياوطني؟ وكم من صدك وقسوتك عانيت!! هل حبك وهم يا وطني وبالوهم أنا اكتويت؟؟ رغم أن كل ما فيك جهنم ياوطني لكن أراك الجنة التي طالما لأجلها صليت؟؟)

ـ2ـ
هي والحزن صنوان! لم تكف سنوات عمرها الخامسة والسبعين لتنسيها عمر الشقاء! بل أشقت هذه السنوات العمر أكثر!
تجلس على كرسي في بيت قديم..قدم أحلام خلاصها ..تسترجع ذكرياتها يوم جلبوها عروسا له! حينها لم يكن الدم الأحمر قد خرج
معلنا نضجها..ولم تكن النهود قد ارتفعت لتعلن عهد الجمال؟؟
تتذكر كيف هرب عريسها يوم العرس محتجا على قرار والده الذي أعلن أن ابنه أصبح ناضجا وعليه ان يتزوج وان العروس جاهزة!
تتذكر كيف كانا معا ضحايا صفقات الأهل الجاهلين!
تتذكر كيف أعادوه إليها بعد يومين ..ليبدأ مشوار حياتها القاسية!
أنجبت منه تسعة أطفال...ومازالا هاربين من بعضهما؟؟

ـ3ـ
هي في غرفة النوم ارتدت ثيابا شفافة تنتظره حتى يفرغ من عمله الذي لا ينتهي! تحلم أنه سيسمعها الليلة كلاما ناعما , وانه سيحضنها وسيقبلها وسيقول لها أنها رائعة!!
هو جالس خلف حاسوبه ..يغازل عشرات الفتيات,يكتب لهن أحلى كلمات الغزل! ويقول لكل واحدة أنها أعظم امراة تدخل
حياته حتى الان؟؟!!

ـ4ـ
مقهور..يضع رأسه بين عينيه! يلعن زمنا حكم عليه بالقسوة! ويتمتم بكلمات يلعن فيها جنس حواء؟
يحاول ألا يبكي فالرجال لا يجب ان يبكوا ..فكيف إذا كان السبب امرأة؟!
يجرب الدعاء كي يخلص من ألم الخيانة ..لكن هيهات قلبه مملوء بكل أنواع المشاعر إلا مشاعر التسامح!
عاهرات: كل النساء عاهرات هكذا كان حكمه على جنس حبيبته التي تركته وتزوجت لأنها لا تستطيع أن تنتظره حتى
يجد عملا ...ويبني بيتا ..ويجلب لها سيارة؟؟

موضوع: رد: أبواب مواربة 03.04.09 0:11

هذه هي الحياة تصدمنا بمشاكل لا حسبان لها في عالم الروح وعالم العاطفة
فنصل لبر الواقع محطمين
نطلق الأحكام كيفما اتفق ونأخذ مواقف قد تكون غير صحيحة
ولكنها الحياة ستستمر ويستمر معها السيناريو نفسه مع كل منا وبكل تجربة
شكرا حالمة اسلوبك جميل
ومقالك معبر

موضوع: رد: أبواب مواربة 03.04.09 0:27

حالمة الحياة قاسية وفيها الكثير من المصاعب وعلينا ان نواجها جميعها

شكرا لك ايتها الراقية

موضوع: رد: أبواب مواربة 03.04.09 7:14

حالمة بالحرية ...ابوابك رائعة وجميلة حتى بماتحويه من الم وشقاء وخيانة وحب يائس ..تحية لك وبانتظار ابواب اخرى لديك تفتحينها بمفتاح حرفك واحساسك تحياتي

موضوع: رد: أبواب مواربة 03.04.09 8:38

اقتباس :: مقهور..يضع رأسه بين عينيه! يلعن زمنا حكم عليه بالقسوة! ويتمتم بكلمات يلعن فيها جنس حواء؟

شرقيون نحن - بأمتياز - يا صديقة.... حين نُحِبُ.... نحب حتى الثمالة.... و حتى تغرق شمساً في بحر من وهم.... نحب حتى تنتهي الكلمات.... و يهيمُ القمر.... لا أدري السبب تحديداً... عله الخِصب... اللذي ولد فينا... منذ (أنانا)... أو عهد أمومي... تجاوزناه... لكنه حيٌ يجلِدُنا... في (وعي الجماعة)... أو تركة قديمة من حضارة.... قدمت كل شيء للعالم.... و أمست صفر اليدين.... عندما نحبُ حتى الفناء... و يكون الفناء... بيد من نُحب...... تأكدي عندها... أننا شرقيون.... النصوص.... ألوان من حياة... أجدت رسمها.... سلمت يداك...
حالمة بالحرية العزيزة.... تقدير و شكر..محبة........

موضوع: رد: أبواب مواربة 04.04.09 0:18

اخبروه أن السر يكمن في أغنية
حاول عبثاً أن يغني !
دندن على أوتار العود ... عسى أن يخرج بعض اللحن
وبينما كاد أن يغني ... سمع صوتاً
صوتاً ينعي الكلمة!!!
!!ماتت الكلمة يا صديقتي فكيف للأغنية أن تغنى ... وكيف للعود أن يدندن
.........................
قتلوها على أعتاب التاريخ
اكتشفوا أنها أطلقت كلمة! ...
وما علاج الإطلاق إلا الإطلاق ! فأطلقوا عليها الرصاص
.....
شكراً حالمة هذه اللوحات الرائعة

موضوع: رد: أبواب مواربة 04.04.09 1:21

لكنّها ليست مواربة أبداً يا صديقتي..
يمكن هالمرة أكتر مرّة حسيت في كلماتك بهذا الكمّ من الوجع!!!
يسعد أوقاتك...