يـُروى أنّ رجلا ًً من طلاب العلم الأذكياء كان قاعدا ً على جسر بغداد يتنزه ، فأقبلت امرأة ٌ بارعة الجمال من جهة الرصافة متجهة ً
إلى الجانب الغربي ، فاستقبلها شابٌ متجه ٌ نحو الشرق ، فلما صار بجانبها قال : رحم الله علي بن الجهــــــــــم ،
فقالت المراة ُ : رحم الله أبا العلاء المعري ، وما وقفا ، بل سار كل منهما في وجهته . قال الرجلُ : فتبعتُ المرأة َ
وقلتُ : والله إن لم تقولي لي ماذا اراد بابن الجهم لافضحنـَّك ِ ، فضحكت المرأة ُ وقالت : أراد به قوله :
عيون المها بين الرصافة والجسر **** جلبن الهوى من حيث ندري ولا ندري
وأردتُ أنا بقولي قول أبي العلاء المعري :
فيا دارها بالخيف ِ إنَّ مزارهــــــا **** قريب ٌ ولكنْ دون ذلك أهــــــــوالُ .