في هذا اليوم وزخات المطر تعلن بدء موسم فصل جديد ...
والناس تتنقل كخلايا النحل بين المحال لشراء الثياب لأبنائهم ... أبناؤهم الذين ( لايعجبهم العجب ) وخاصة الفتيات المراهقات اللواتي مازلن لم يعتمدن حتى ليلة قدوم العيد نوع الروب أو لونه ... وهن محتارات بين ( البنطال مع الجاكيت ) الذي يدل على أنهن أصبحن صبايا ( عاقلات وراكزات ) .. وبين ( التنورة مع البلوزة ) التي ستوحي بالحيوية والأنوثة .. وبين الروب الطويل الذي يدل على الحكمة والعقل وخاصة مع قليل من التنمق بالحديث !
ومع ذلك لم يعتمدن بعد نوع الصفة التي أحببن أن يظهرن بها !
وخاصة أننا نلبس من أجل الإيحاء بصفاتنا أكثر مما نلبس من أجل الرتابة أو لمجرد اللبس !
ع كل حال أعتقد أن ليلة العيد الأخيرة ستحسم نوع الصفة التي قررن أن يظهرن بها !
الشباب ( الأولاد ) لايهمهم اللباس ونوعه على قدر أهمية العيدية التي سيشتري بقيمتها الألعاب النارية لكي يبرهن لأقرانه أنه لايخاف من النار ولايهاب الصوت .. فهو رجل يعتمد عليه !
من الطبيعي أن يختار طفلنا هذا النوع من اللعب ... فكثيراً مايرى هذه الألعاب في نشرة الأخبار ! ( وذبحناهم !!! )
كل شيء يدل على قدوم العيد ... وكل شيء يدل أننا بحاجة لعيد آخر نحتفل فيه بمناسبة تطهير فكر أطفالنا من الشوائب التي يستقيها من وسائل الإعلام ومن مجتمعنا الذي لايدرك مدى مخاطر النسخ واللصق التي تنتقل بين أفكار جيلين متتابعين !
أعتقد أن جيلنا ليس بذاك السوء ... بل نحن على أبواب جيل أسوء !
علمنا أجدادنا أننا سيؤون وهم الأفضل !!... ونحن بدورنا نقول .. نحن سيئين ولكننا لسنا الأسوء ! فهناك من سيخلفنا بالأسوء !
هي رسالة نتناقلها من منطلق التنافس بين الأجيال .. حتى بت أظن أن هدف كل جيل تخريب الجيل الذي سيلحقه ... ليحقق ذاته أمام طفل بعد أن عجز عن مقارعة الرجال !
في هذا اليوم وزخات المطر تعلن بدء موسم فصل جديد ... أقول أنني لا أجد الجديد إلا بتغير الفصول واللباس ... أما العتيق الذي أهلك نفوسنا وقدراتنا وقدرات أطفالنا .. يبدو أنه أحكم قبضته وأصبح في تصرفاتنا عادة !
ومن العادة مع كل مناسبة لاينهى حديث إلا بكل عام وأنتم بخير !
كل عام وجديد تفكيرنا ورؤيتنا بخير .. وتوسع معارفنا بألف خير