(بكالوريا_إسعاف) منقول.. للإعجاب

لي صديق شاعر يرى أن التعليم مسألة ذاتية لاتكون بالتلقين ولابالدروس الخصوصية التي من شأنها «دحش» المعلومات في رؤوس الطلاب، وأنه كثيراً مايطلب منه فيرفض بحزم إعطاء دروس لأقاربه، في اللغة العربية أو في الشعر، فيرفض ذلك ويقول:

تصوّر... يريد أن يصبح شاعراً بالدحش أيضاً!‏
قلت له:‏
إن المنطقة التي نعيش فيها، كما تعلم، بعلية تعيش على المطر، وأحياناً على المياه الجوفية، ولكنك لاتتصور وضع هذه البلاد في أيام احتباس المطر، فما يحصل عليه المزارعون في النتيجة اسمه نصف موسم، وأما رعاة الأغنام فتكون حالهم بالويل والثبور، وأقصى مايحلمون به هو الحصول على بئر ماء غير ارتوازي، أي أن ماءه مجموع من المطر، وفي الزمن القديم كان أًصحاب الغنم يستأجرون الآبار من الناس الذين لايربون الغنم، ووحدة القياس المتفق عليها هي «الشبر»!‏
وكان يعيش في منطقتنا رجل يدعى أبو أحمد ... أمّي لايفقه من الحياة شيئاً، ولكن كفه بحجم المخباط، ولذلك كان مستأجرو الآبار يشترطون أن يتم قياس الماء في البئر بشبر أبي أحمد!‏
هذا الرجل نبغ أولاده جميعهم في الدراسات العلمية، وأقل واحد فيهم حصل على الماجستير، والباقي دكتورات في الرياضيات والهندسة والصيدلة وما إلى ذلك، وهو لايعرف من أمور أولاده سوى جملة واحدة كان يجيب بها كل من يسأله عن أحدهم فيقول:‏
- الحمد لله ابني صار أستاذ!‏
وقد تربى هؤلاء الأولاد وهم يرعون الماعز بيد ويحملون الكتاب المستعار من الزملاء بيد، وقد أخطأ صغيرهم غسان الذي حصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات من بعد، ذات مرة وطلب من أبيه خمسين ليرة سورية للتسجيل وشراء كتب السنة الجديدة، وعينك لا ترى إلا «سحارة الكتب» الخاصة به وهي تقذف إلى الزقاق، والشاب يلحقها بجسده بعدما أتته رفسة في ظهره، فاتقى الأرض بيديه وصار أنفه في جوف مقرر الرياضيات الإكتوارية، ثم خرج الأب تسانده زوجته وانفلتوا بالسباب عليه والدعاء إلى العلي القدير أن يقصف عمره، لأنه مبذر خاسر يطلب خمسين ليرة شقفة واحدة!‏

اليوم- ياصديقي الشاعر وتصديقاً لكلامك- ترى الأهل يلفون الولد بالقطن والشاش، ويدفعون له لقاء «دحش» المعلومات في مخه مافتح ورزق، ويحوطونه بسورة ياسين وزهر البساتين، ثم يقعدون وأيديهم حول رؤوسهم في انتظار النتائج، فما إن تظهر هذه النتائج ويعلمون أن ابنهم راسب، أو ناجح بمعدل ضعيف، حتى تبدأ سيارات الإسعاف بنقل الأهالي إلى المستشفيات في حالات إغماء أو «كريزات» عصب، حتى إن أحد الظرفاء أشاع نكتة مفادها بأن وزارة الصحة في طريقها لأن تحدث أقساماً خاصة بإسعاف الشهادة الإعدادية، وأخرى للبكالوريا، وربما يتطور الأمر إلى التخصص أكثر فترى، في مدخل كل مستشفى، أقساماً كتب عليها: إسعاف بكالوريا علمي، إسعاف بكالوريا أدبي، صناعة، تجارة، فنون، ... إلى آخره.‏

منقول

لنكن واقعيين
رغم اعتراضي على مبدأ الدروس الخصوصية ولكني في النهاية سقطت أمام الواقع
الدروس الخصوصية بالنسبة للمدرس هي محاولة لتحسين وضعه
وفي اختصاصات مهمة كإختصاص الرياضيات فهي تعطي دخلاً جيداً ومقبولاً قياساً بباقي الأختصاصات
يا صديقتي الدروس الخاصة شر لا بد منه

ولكن في موضوع ( دحش ) المعلومات دعيني أخالفك
أثبتت الدروس الخاصة أنها قادرة على دعم معلومات الطالب لأنه سيكون في مواجهة مباشرة مع معلمه
في الوقت الذي يمكن أن يتهرب في المدرسة من نظر معلمه بسبب العدد الكبير للطلاب في الصف
ويمكن أن ينشغل بزملائه وخاصة أن معظم طلابنا يأتون إلى المدرسة هريبة من البيت وليست قناعة !!

هذا الموضوع طرح كثيراً ولكنه مشكلة برأيي واضحة الحل وصعبة التنفيذ وهذه مسؤولية دولة ووزارة وليست مسؤولية معلم
با ختصار
1 - يجب أن لا يتجاوز عدد الطلاب في الصف 10 طلاب
2 - توفر الأدوات الحديثة في التعليم
3 - رفع أجور المعلمين بشكل يحفظ له وجوده ونفسيته على الأقل أمام هذا الغلاء في قطاعات العقارات وغيره من القطاعات
4 - يجب أن إلغاء المفاضلة العامة لدخول الجامعات والإعتماد على مواهب الطالب وفق اختبارات متعددة وليس وقف فحص مقابلة آني ربما طالب ضعيف الشخصية وقوي في المعلومات .. ربما يسقط في إمتحان المقابلة

لا يوجد معلم في الدنيا إلا في داخله الكثير من الإنسانية
وإن لم يكون إنساني ستأثر بجيل الشباب البريء ويصبح إنسانياً ولو بشكل لا إرادي
أي لا يوجد معلم في الدنيا يبخل عن أجابة طالب

في واقع الأمر
هناك ثورة مبطنة في داخل الطالب ضد مدرسه .. في المدرس ضد مديره .. في المدير ضد .... إلخ
هي في الحقيقة رفض داخلي لواقع صعب نضع في قلوبنا الضعفاء لكي نشكل منهم عدواً مباشراً لا نخاف بتصريحنا لعداوته
وهي ليست عداوة بمعنى كلمة عداوة .. ولكنها سوء واقع صعب مبطن

كل يوم نشهد اساءة أكبر للمدرسين عند اتهامهم بتعطيلهم للعملية التربوية
ويا خسارة .. تعب وجهد ووقوف لساعات ومحاولة لإيصال الفكرة
فتحول هذا الجندي المجهول البريئ إلى هدف ترمى عليه جميع رصاصات الإتهام
وأي عاقل وحتى غير عاقل يدرك أنه لا ذنب للمدرس
والمدرسون ليسو مسؤولين عن حالات استثنائية لبعض الزملاء
فقط أتمنى من كل من يتهم المدرسين أن يستعيد ذاكرته للحظة
ليدرك أن هناك فقط مدرساً أو اثنان لم يهتمو به وبزملائه في المدرسة
كيف لصاحب الإتهام أن يعمم على الجميع وينسى فضل البقية

عبير لك شكري لهذا الطرح الهام

صديقتي عبير
لا أتفق معك أن جيلنا أذكى أو أوعى
ربما تعاملي الطويل مع شباب في سن المراهقة هو وراء عدم اتفاقي معك
يا صديقتي هم أذكى منا ولكننا نسبقهم ( بطولة البال )
إن هذا الجيل يتمتع بذكاء عال ولكنه جيل لم يعد يحتمل انتظار الوقت
الفضائيات .. الكمبيوترات .. الإنترنت .. واقلهم حالاً يحمل جهاز الخليوي
حيث الصورة التي تظهر مباشرة والإتصال السريع
هذا الجيل ليس جيل حفظ فليس من المطلوب منهم حفظ التاريخ ولا القصائد الطويلة
هناك فكر عام قد تغير تغيراً ملحوظاً
هؤلاء ليسو نحن ونحن لسنا هم
وهنا أستشهد بقولين أحدهما لجبران
" أبنائكم ليسوا لكم أبنائكم أبناء الحياة " فالحياة هي التي تغيرهم وليس نحن
وقول آخر للإمام علي عليه السلام " خلقوا أبنائكم بغير أخلاقكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم "

لذا
من المفترض التوقف عن تدريس المواد الحفظية بهذه الطريقة التي تعمد بشكل مباشر على التلقين والحفظ
الحوار هو من أساسيات عصر السرعة !
فمن المكن التحاوي في التاريخ بعد اطلاع الطلاب عليه دون التكلف في حفظه
هذا الحوار سيجعل الفكر معلقة في ذهن الطالب
وهنا سوف ينتج من هذه الفكرة تحريض نحو البحث عن اساسها ومنها ينتج الباحثسن المختصين
الطالب لم يعد يطيق الحفظ والوقوف أمام المعلم ليدقق ما علق في ذهنه

وفي الإختصاصات العلمية هناك توجه جيد أجده في المناهج الحديثة
فالرياضيات مثلاً أصبحت تركز عل الحسابات أكثر بكثير من النظري
استغرب من واضع منهاج يطالب فيه الطالب أن يبرهن نظرية !!
برهان النظرية هو للمختصين .. ليس من المطلوب بناء جيلاً يعرف من أين أتت النظرية
يجب أن يبنى جيل يعرف كيف يستخدم النظرية في المجالات المختلفة
ومن يرد الإختصاص في فرع الرياضيات .. هنا الأمر مختلف تماماً
فأنا أجد دراسة الرياضيات من الإختصاص لا تختلف عن دراسة التاريخ والفلسفة
من حيث البحث عن الأصل

يجب أن تعاد هيلكلة التعليم بالكامل .. ويجب أن تعاد تربية مجتمعاتنا وتوعيتها بالتوازي مع ذلك
أعلم أن هذا حلم ! وربما يتحقق ولكن ليس الأن

يا صديقي لمجتمعاتنا هوية راقية قوية ولكنها لا تستغل بشكل جيد
من الممكن جداً أن يصبح الشاب مبدعاً خلاقاً مع الإحتفاظ بشخصيته العبثية كمراهق !
ولكننا نحن من نخلق هذا التصور لدى الطالب
أن تكون متميزاً يجب أن تعكف في البيت وتسمع نصيحة من هم أكبر منك ولا ترتكب الخطا ولا تمشي مع فلان وعلان
ولا تدخن ! لا تأركل ! ولا لا لا ..
وجيل المراهقين جيل ثوري بحد ذاته
لو كل لا سبقت طبقها المراهق عن قناعة بعد حوار أو استنتاج عقلي
لما نشأت ردات الفعل

أعلم أنني في السطور الأخيرة خرجت عن الموضوع
ولكن ربما تفيد الطرح بشكل أو بآخر
والمشكلة يا صديقتي ان ما قلته واضح جداً لكل انسان
ولكن لا توجد خطه للعمل به
وتبقى نفس السلسلة .. سلطة الأجيال على الأجيال

اقتباس :

لماذا كنّا نتفوّق على أيامنا بدون دروس خصوصية؟؟ مع أنه الشروط اللي انت ذكرتها ما كانت أفضل من15سنة..

يا أهلين عبير
أنا استنتجت من عبارة التفوق فهمتها الأذكى

برأيي الجيل الحالي مو مضطر يتحمل مسؤوليات اتحملناها نحنا
ومع هيك معك حق بس صدقيني الجيل الحالي رائع جداً وبحاجة لعناية منظمة ومشروع بناء حقيقي
يمكن نحنا تحلمنا مسؤوليات أنفسنا
بس صار الوقت أنو حدا يتحمل مسؤولية هالجيل
شوفي السياسة التعليمية والتوجه للجامعات الخاصة هالأمر عم يعمل احباط شديد عن الطبقات الفقيرة والمتوسطة
صار الطالب يشوف أنو رفيقو الغني حكماً رح يتميز عنو
عبير في خطا كبير بتحملو المسؤولين عن التعليم
وعن بناء المجتمع

ولا يهمك عبير
من الأكيد أي تعبير منعبرو هو من غيرتنا على هالجيل
وما عم اقد تعبيرك يلي أنا فهمتو بشكل خاطئ وشكراً ع التوضيح
بالنهاية الجيل بكل مراحلو برأيي كان مظلوم على أصعدة مختلفة
في البيت والمدرسة والجامعة والشارع
بتبدا صناعة المجتمعات المحترمة .. مع بدأ فرض الإحترام
والإحترام برأيي الشيء الوحيد يلي لازم يتم اجبار المجتمعات عليه
إما بالتوعية أو بالعقوبة لكل مين يقلل من احترام شخص أو مكانتو
وبرأي على صعيد التعليم
في الفترة الأخيرة قانون منع ضرب الطلاب تم فرضو بالقوة فكان ألو نتائج رائعة وملموسة
ومافينا ننكر بعض التجاوزات والمبالغة من بعض الأهالي برؤيتن للقانون على أنو عصى تهديد
ولكن برأيي كان جيد جداً

يا صديقي جيلنا مو أفضل من جيلكن
أنا ضد نظية تنافس الأجيال .. لكل جيل خصوصية وميزات
طبعاً لتعريف كلمة جيل
قبل عمر 30 هو الجيل الجديد أما بعمر ال 30 ومافوق هو جيل تاني
من ملاحظة عمرك بلاحظ الفرق بيني وبينك سبع سنوات فقط
بس برأيي هالسنوات السبع سنين طويلة بين فكرين أوعلى الأقل طريقة تفكير
يا وجدي أنتو جيل مميز جداً ولكنه غير موجه بخطة اجتماعية بيحكمها فلاسفة وتربويين
التوجيه عشوائي بتحكمها الصورة والإستنتاج عم يكون بناء على تربية الشاب في البيت
مابدي كتر حكي
بس أنا برأيي نوقف عن قضايا المقارنة وتتحول الأجيال إلى تكامل وليس تحجيم بقصد الوصول إلى نشوة مرحلية بأنو جيلنا هو المتفوق !!
التنافس المفروض كون بين أبناء جيلين متماثلين
والرعاية تكون من جيل تقدم على جيل تاني .. رعاية وليس تنافس
شكراً وجدي وجهة نظرك المحترمة