فنجان قهوة و الاّ محاضرة؟؟ .. بقلم : wardjouri

تفضّل.. أحلى فنجان قهوة

.......

تشرب فنجانك..

صحتيـــــــــــــــــن..

و الآن (طبّ الفنجان).

و تقوم إحداهن بتنبؤاتها و ترسم لك غداً يتناسب مع تهيؤاتها و ما يعتمل في ذاتها من أفكار و رغبات و تمنيات تقوم بإسقاطها على الصورة غير المحددة في بقايا القهوة لتعبر بها عن أحوال الشّخص الذي تقرأ له الفنجان، ولكنها في الواقع إنما تعبر عن إسقاطاتها على الصورة الغائمة في بقايا البن و السكّر و تقول لك (بدون سكّر بيظبط الفنجان أكتــــــــــــر).

قارئة الفنجان.. هي مثالُ نموذجي لما يسمّى: الإسقاط كآلية دفاعية نفسية..

يعود مصطلح (ميكانيزمات الدفاع النفسي) في نشأته إلى سيجموند فرويد ... ونجد في هذه الميكانيزمات تفسيراً لما نقوم به من سلوكيات ... دون وعي ... بالإرتباط مع ما في دواخلنا.

و لفهم آلية عمل ميكانيزمات الدفاع لا بد من التذكير ببنية الجهاز النفسي حسب فرويد:

1 ـ الهو : وهو مكمن الرغبات والنزعات المحرّمة والعدوانية وهو محكوم بمبدأ اللذة أو (الميل للمتعة).
2 ـ الأنا الأعلى : الضمير المراقب القاسي على أفعال الأنا ورغبات الهو.
3 الأنا : وهو الوسيط الذي يعمل على خلق التوازن بين رغبات وغرائز الهو العشوائية وضوابط الأنا الأعلى القاسية.

ولأجل خلق حالة التوازن ما بين الهو والأنا الأعلى وإحداث التوافق بينهما يلجأ الأنا لاستخدام حيل دفاعية تُعرف باسم "آليات الدفاع"

الحيل الدفاعية هي عبارة عن أنواع من السلوك أو التصرفات التي ترمي إلى تخفيف حدة التوتر النفسي المؤلم والقلق وحالات الضيق التي تنشأ من استمرار حالة الإحباط مدة طويلة بسبب عجز الإنسان عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه.. وهدفها وقاية الذات والدفاع عنها وتحقيق والاحتفاظ بالثقة في النفس واحترام الذات وتحقيق الراحة النفسية والأمن النفسي .

و من صفات الحيل الدفاعية النفسية:

ـ أنها تحرف الواقع المعاش بما يتناسب مع أهدافها.
- تعمل لا شعوريا بحيث لا يفطن الفرد اليها ومجرد قيامنا بها على مستوى الوعي فيعني أنها لم تعد آلية دفاعية.
ـ الحيل الدفاعية شائعة ومألوفة عند جميع الناس وهم يهرعون إليها في كثير من المناسبات غير أن التعود عليها والإسراف فيها يدل على وجود حالة مستمرة من سوء التوافق ،وعلى وجود خلل أو بداية اضطراب نفسي قد يقود صاحبه الى مشاكل ومضاعفات سلبية.

و لعلّ من أهم آليات الدفاع النفسي و أكثرها شيوعاً: الإسقاط

الإسقاط هو: مجموعة المشاعر والأحاسيس الموجودة بداخل الفرد ولكنه ينسبها للمحيط ويراها فيه وبالتالي يدرك الفرد هذه المشاعر على أنها نابعة ممن هم حوله وليس منه هو. وبهذا ينسب ما في نفسه من عيوب وصفات غير مرغوبة ورغبات محرمة إلى غيره من الناس ويلصقها بهم وبصورة مكبرة .
،ويرى"فرويد"ان الاسقاط حيلة نفسية ينسب فيها الشخص سماته الذاتية وعواطفه وميوله لموضوعات و أشخاص وأشياء خارجه.

ومن أمثلة الإسقاط..

أن الرجل الذي يخون زوجته كثيراً ما يتهم زوجته بالخيانة ويشك فيها كثيراً أو الزوجة الخائنة التي دأبت على كبت ميولها إلى اقتراف الزنا،تصبح على درجة مبالغ فيها من الغيرة بحيث تتهم زوجها بالخيانة .
ويمكن أن تحدث أوهام الإضطهاد من خلال الشعور بالذنب الذي يحمل الشخص على تخيل الآخرين وكأنهم يتكلمون عنه ويلقون بالإتهامات عليه.
الأفراد الذين يستخدمون الإسقاط هم أشخاص على درجة من السرعة في ملاحظة وتجسيم السّمات الشخصية التي يرغبون إلصاقها بالاخرين ولايعترفون بوجودها في أنفسهم ،ويظن الكثير من المختصون في علم النفس أن هذه الاستراتيجية أو "الحيلة الدفاعية" تقلل من القلق الناتج من مواجهة سمات شخصية مهددة،

الإسقاط في منهج التّحليل النفسي والتشخيص النفسي :

يتم الاستفادة في منهج التحليل النفسي من هذه الآلية الدفاعية لفهم سلوك الأفراد وذلك عن طريق اختبارات نفسية تستند على الأساليب الإسقاطية:

1- " يسقط الفرد في مادة الاختبار الأفكار والإتجاهات والمخاوف وأنواع الصراع التي يعاني منها " ويهتم المعالج لتفسير استجابات المريض وجوانبه اللاشعورية داخل شخصيته و التي تظهر في سلوكات معينة و يصعب علي المريض أن ينطقها لفظاً .
2- الاختبارات من هذا النوع لها درجات متفاوتة تختلف من اختبار لإختبار فيسمح بعدد لا نهائي ومتنوع الاستجابات .
3- يكون استخدام التعليمات مختصر ، وتساعد المريض علي إطلاق العنان لخياله الحر ولا يحكم عليها بأنها صحيحة أو خاطئة .
4- إذا لم يدرك المريض حقيقة الاختبار فهذا أفضل كي لا يبالغ في الاستجابات أو يحرف بها ، وإذا كان المفحوص يعي طبيعة الاختبار فإن تفسيره لها صعب ولا يستطيع أن يتنبأ بما يفعله .
5- هذه الاختبارات تغلب عليه غاية الحصول على الصورة الكلية عن المريض وشخصيته ، ولا تهدف لقياس سمات بعينها " فلا يقتصر استخدامها علي الكشف عن الخصائص الانفعالية و الاجتماعية والميول والاتجاهات والدوافع ومؤشرات التوافق بل يتعداها إلي تقدير مستوى الكفاءة العقلية أيضاً ".

صباح الخير عبير ...

والله صعب الواحد عند الصبح يفهم نظريات علم نفس ... هي بدا رواق لي عودة مساء ....

بس ذكرتيني بحادثة لما بدلت فنجان القهوة لقارئة فنجان .....

أعطيتها فنجاني .... وقلت لها أن تقرأ الفنجان لشخص عازب لعوب كان يحتسي قهوته معنا ...

طبعا جميع من كان موجود يعلم بما فعلت .... الا قارئة الفجان ..... وشوفي المفارقات ...

معك حقّ .. أبو جورج
مو وقت علم النفس عند الصبح
بس على الأقلّ الصبح وقت القهوة..
والاّ شو أبو جورج العزيز؟
يسعد أوقاتك..

صباحك خير عبير .... اليوم قريت بتمعن .... بتعرفي كتير استفدت من الموضوع ....

لانو عم عيش كتير من تفاصيلو ..... كل الشكر عبير

... عدد المشاركات : 1452 تاريخ التسجيل : 08/09/2008

اقتباس :: الحيل الدفاعية هي عبارة عن

في الأنا العليا.... الرادع لأهوائنا... إن لم أقل لكثير أحلامنا....بلا رحمة.... تظهر مشكلة احلام اليقظة....

إن خطورتها.... تفوق كثير من الأمراض

العضوية..... لكنها لا شك يا صديقة....

أفرزت لنا..... و عبر التاريخ.... كثير عظماء.... ما كان لعلم النفس لولا و جودهم (هم)... و ما كانت للحياة عموماً... نفس الملامح....

فمن دوستويفسكي..إلى كافكا....و من دي نيرفال... إلى القباني....

لاشك هي خطيرة....

لكنها الشرارة اللتي.... إن لم تحرق البيدر.... أنارتهُ....

ورد جوري.... تقدير و شكر...

محبة....

نص أكاديمي بحت لمختصة أجادت العمل على توضيح مرض القلق نتاج ارتكاب الخطيئة واسقاطها بهدف الهروب منها
أمتعتني قراءة النص ولكن القارئ يطمح بشكل دائم إلى قراءة الحلول العلمية بعيداً عن النصائح التي يتبعها معظم من نصبوا أنفسهم علماء نفس من خلال الموعظة والترغيب والترهيب
وصناعة الخوف من الخطيئة وعدم وجود تحليل مخبري ( إن صح التعبير ) للحالة المرضية والتخلص من آثارها

أصنف مقالك المييز أنه مقال موجه للثقافة بإمتياز دون الخوض بسبل الوقاية من المرض وهذا يدل على مقدرتك في الفصل بين طرح موضوع تثقيفي وآخر علاجي وعدم الخلط بينهما

دكتورتنا عبير .. سلمت يداكٍ

هذا النمط من الشخصيات ...الرجل الذي يخون والمراة التي تخون وتتهم الاخر بالخيانة...هي شخصيات بعيدة كل البعد عن التوازن الداخلي...

ولكي تصل الشخصية الى هذا التوازن او التكامل النفسي. اعتقد يتوجب على هذه الشخصية ان تسمو الى مستويات اعلى لكيانها الانساني من خلال انصهارها في عملية تطورية داخلية تتجاوز فيها الشخصية اناها وتعدل ذاتها بشكل مستمر...وايضا انفتاحها بشكل دائم تنتقل فيه الانا(بمستوياتها المختلفة) من خلاله الى الكيان ونمو دائم لا يتوقف...

وبذلك تتحرر هذه الشخصية من الانطواء في الأنا وتنطلق نحو وعي مُشرق يظهر بشكل ملموس خلال وجود ها الانساني على الارض

عبير ..موضوع رائع ومتخصص بشكرك عليه

وبدي قلك طبّي فنجانك ..

عندك ورقة بيضا بدك تسمعي خبر حلو

وهدية جاييتك ع الطريق بدي نصها

وكمان مرسوم شكل حصان يا اما عريس او سنتك حلوة.

شو رايك بتبصيري ؟

العزيزة صبا..

نحن نتحدّث عن توازنٍ بين الرّغبات المكبوتة و بين العقل والضّمير اللذان يكبتان هذه الرّغبات..
وكلّ شخصية (تصنع) هذا التّوازن بطريقتها.. وطريقتها هذه ترتكز بشكلٍ أساسي على مقدار الثّقة بالنّفس ومستوى النّضج الانفعالي و حجم الممنوعات الرّاسبة في أعماقنا جرّاء أساليب التّربية..
كما أنّ الإسقاط هو (واحدة فقط من آليات الدّفاع النّفسي)..

ربّما فاتني التّنويه عن نيّتي في الحديث مستقبلاً عن الآليات الأخرى..

عزيزتي..

إن التّسامي أو التّصعيد هو أيضاً وسيلةٌ أخرى تستخدمها الشّخصية لتحافظ على التّوازن بين مستوياتها الثّلاثة.. و أمّا عن تجاوز الشّخصية لأناها فهو شيء مستحيل إلاّ إذا اقتربنا من صفات الأنبياء.. و ربّما كان أهمّ ما يعطي لعلم النّفس قيمته الحالية في المجتمعات (وهذا رأيٌ شخصي) هو هذا الفهم والتّعاطي مع النّفس البشرية بواقعية و حيادٍ بعيداً عن ادّعاء الكمال.. البشر بشر يا صديقة و هم يرتفعون بتدرّجٍ.. من كينونتهم البشرية إلى الإنسانية بمقدار تحكّمهم بالأنا (ولن أقول تجاوزهم لها)..

وبالنسبة للتبصير.. يسلم تمّك بس يعني ماااااااااااااا شفتي لي بفنجاني لجنة التّحكيم و نتيجة مناقشة الأطروحة تبعي؟؟

صبا.. سعيدةٌ أنا أنّك مررتِ هنا بمداخلتك..

الانا العلية
هي نفسها (اللا انا القابعة في اللاوعي عنا ؟

دائما النقس
البشرية في صراع مع نفسها بين المرغوب و الممنوع

شكرا يا دكتورتنا الجورية