و ها أنت تعود... مجدداً يا بحر... تغرقنا ببعض نثريات...رائد الأدب الروسي تورغنيف... صاحب الرواية الأشهر في الأدب الروسي (الأباء و البنون)... حيث نهض على أكتافه كل الأدب الروسي... و إن كان سبقه... شاعر روسيا الأول..( بوشكين)..و غوغول( الأنفس الميتة)... إلا أنه منح من لحقه... صورة الأدب الروسي في مرحلة التغيير العظيم...
ربما... عيشه بين زمنين من تاريخ روسيا.... قبل و بعد تحرير الأقنان... 1861.. جعله شاهد على تحول فكري ديموغرافي... و ربما ديني... في روسيا......
في روايته الأباء و البنون....و كانت المادية الماركسية قد بدات مدها نحو أوساط المثقفين الروس... لاسيما الشباب...يرصد تورغنيف( الكاتب الواقعي).. حركة المجتمع... في ديالكتيك.. الجيلين القديم و الحديث... و الثورة على الثقاليد... اللتي أصبحت مسلمة... بالنسبة لجيل الخنوع.... ( ألا يذكرنا هذا بالواقع الحالي في كثير بقع الأرض)...
شخصية البطل بازاروف بثوريتها على كل ما هو ديني و أخلاقي... بل.. و إجتماعي... ترصد فترة مهمة من مخاض المجتمع الروسي العظيم...
يصف البعض بازاروف( بطل الرواية) بالواقعية المادية... لكنه ( رأي شخصي) أقرب إلى العبثية... و العدمية منه إليها...و لعل حواره مع الأب... حول جدوى الجدوى... هو أول ثورة بالمعنى الحقيقي على سلطة الكنيسة( متمثلة بالقيصر) راعي روسيا و حاميها....
لاشك... كانت لروايته... الأثر البارز... في شيوع افكار الشيوع...
صبا البحر...قراءاتك... فكركِ... أصبغيه علينا.... كل الشكر...
محبة...