عندمــا تشــعـر ولآ يــشعرون.....

صديقتي زونن
في البدء كل الشكر على الحديث المطروح

نتميز نحن البشر أننا نشبه الطبيعة إلى حد كبير
فالطبيعة متقلبة ولا نستطيع بلحظة أن نشعر بالأمان إذا ماكان الجو صحواً ومشمساً
فالعاصفة الهوجاء قد تهب بين لحظة وأخرى

والبشر أيضاً يشبهون الطبيعة بصورة أخرى
أن الطبيعة لا تعاقب نفسها وتظن أنها دائماً على صح وانها لاتخطأ ولا تظلم
وهم كذلك البشر هكذا يظنون

قد يكون ذالك المتألم كاتب النص هو أنا أو أنت أو هو أو هي
ولكن المفارقة الحقيقية أن الجميع وبكل الأطراف يظنون أنهم ممن يعاني ظلم الأخرين

ياصديقتي كثير ممن نثق بهم نفاجأ أنهم تجاراً يعملون على أن نكسب ثقتهم ليبيعونها في أول مزاد علني
وربما لا يبيعون بل يرمون كل المشاعر وكل ماقدمنا وكل المحبة بمعناها وحقيقتها وليس بسردها على الورق

يؤلمني جداً أن اخسر من أحب .. يؤلمني جداً أن أخسر من أثق به .. يؤلمني جداً أن أخسر صديقاً
يؤلمني جداً أن أكون صاحب صوت عالٍ أنادي هذا أنا .. هذا أنا .. هذا أنا
أحبكم لأني أحبكم .. فقط لأني أحبكم

تعالوا نلتقي في تحت نور الشمس .. نكون صافيين بصفائها .. محبين دون مواربة .. لانبيع ولا نخون ولانتهم
وإن اتهمنا فليكن اتهامنا بالدليل وإن ظننا فلنواجه من ظننا به

أن نعاتب ونصرخ في وجه من أعطيناه الثقة .. أن نبين له .. أن نكون واضحين ولو قسونا مهما كان الإتهام قاسياً

فلنكن على نهج واحد وهو نهج الوضوح

الكثير تجار .. لا يأبهون بمعنى المشاعر ولا يصدقون أن هناك قلوباً أحبتهم بالفعل .. أحبتهم لأنهم في نظرهم نوراً نقياً

فجأة تنهار الفكرة .. تسقط .. نبكي تارة .. نصرخ أخرى
ربما هم يبكون أيضاً .. وربما لا
ولكن لا يجمع البشر إلا الصدق ولا يفرقهم إلا الكذب والمراوغة

كل البشر يدّعون أنهم واضحون ولا يخونون ولايحبون المراوغة
عندما أنظر إلى الكلمات .. أقف عاجزاً أمام ماتخفي هذه الكلمات من مصداقية

الأيام يا صديقتي قد جعلتني أكثر صمتاً وأكثر حزناً .... والذكريات التي تختزن في القلب والصدر من أناس أحببناهم .. فتحولوا إلى سراب ..
فكيف نعود .. وكيف سيعود الزمن إلى لحظة ماقبل وقوع الخطأ وربما الخطيئة

من هذا الحديث أوجه نداءً إلى كل قلب لأقول
كفى .. كفى لأشباح أفكار سيئة وظنون قاتلة وحب على الورق
المحبة عنوان مكتوب في القلوب .. أرحلو جيداً في القلوب وأنظروا إلى العيون وارفعوا عن أعينكم نظاراتكم السوداء

ومع كل ذلك إني على ثقة
لا حياة لمن تنادي
وإني على ثقة .. سلسلة الإتهام ستبقى أبدية بين البشر
ربما هناك من يقرأ كلامي هذا الكلام ويقول ( بياع كلام )
هكذا نحن نبيع ونتاجر ونتهم الغير بأنه تاجراً .. ولكن البيع سيتوقف حينما يقف كل مخطأ أمام خطأه ويقراه جيداً بينه وبين نفسه ويسألها إلى أي حد أنا على صواب

وماقيمة الحياة إن ربحت نفسي بخداعها بالربح ... وخسرت محبة الآخرين

شكراً من القلب زونن..
فكلمات هذه الصفحة يمكن لها أن تكون قاموس فلسفي لقراءة الروح والإحساس..
دون مجاملة من الأشياء الرائعة التي قرأتها يوماً ما وضعت لنا اليوم زونن بين أيدينا.. من جديد شكراً مع فائق تحياتي..