غدار.....!!! أصدقتكَ الحبَ ولم تصدقِ |
غدار .. لاترجع إلى معشقي |
تجتاحني .. كاللافح المحرقِ |
أو كالظلام الكالح المطبقِ |
... |
لبثتَ في خمـري فلم تعتقِ |
وعُمتَ في فجري فلم تألقِ |
ونمت في زهري ولم تعبـقِ |
ودمت في قطري ولم تورقِ |
ما يصنع الحب لعودٍ شقي |
ما صاغهُ طقسي ولا أقلما |
... |
غدَّارْ .. حتى لو سكنت السما |
لـخُنْتَ في أقطـارها الأنجما |
غدَّارْ .. لو لبسـت الضحى |
وسرتَ في جوفِ السحاباتِ ما |
غدَّارْ .. لو أنـزلت بين الندا |
ما كنتَ للأوراق إلاَّ ضَمَـا |
... |
غدَّارْ .. ما جئت لكي ترتقي |
بل جئـت للدنـيا لكي تأثما |
كالحيَّـة الرقطــاء لم تخلقِ |
لتنفـث العـطر والبـلسما |
... |
غدَّارْ .. بعد اليـوم لن تلتقي |
هـواك أحلامــي فقد سمما |
غدَّارْ .. لو أدهقتَ لي دورقي |
للُحْــتَ لي في قاعها أرقما |
... |
ولو رعتـكَ النحل في زنبقي |
لأخرجتَ لي شهـدَها علقما |
ولو صباحي لاحَ في مشرقي |
كنتَ في عيني صباحي عمـا |
... |
خبَّــأت لي نفسًا ظلامية |
سرحتُ فيها عاشـقاً مغرما |
حسبت فيها الفجـر لكنني |
وجدت للوحـش بها مجثما |
... |
كم صحت في روحك لاتحرقي |
ما طـرّزَ الحـب ومانـَـمْنا |
وكان فيك الإثــمُ لايتَّـقي |
وكان فيك الذنـبُ قد صمَّما |
... |
من أي شيئ فيك لم أقلــقِ |
تكوينــك المرجوح كالزئبقِ |
أم ورطتـي في طبعك المرهقِ |
وأي وجهٍ فيـك لم يصـفقِ |
وظل مثل الفجـرلم يبصـقِ |
وغير مشتـومٍ ولن يشتـما |
... |
لا شيئ قد أبقيت لم تحـرقِ |
أو قائمـاً ما زال لم يصعـق |
وأي شيئ فيـك لم تنعــق |
على حياتي ناعقـاً أسحـما |
... |
أتيتني كالبـاذلِ المفتـــدي |
وفيك روحُ الصـائلِ المعتـدي |
تـهين كل الطهر في مسجدي |
وتبصــق الأقداس في معبدي |
فأرجع إلى الأحراش يا قـنفذي |
وأخرج من الريش الذي ترتدي |
ما عدتَ طاؤوسي ولا هدهدي |
... |
نفضت كفي لم تُعـد سيدي |
أخشى ضلالي فيك أن يهتدي |
رفعت أنفي لم تعد مجهـدي |
بسوطك الملعـون في مجلدي |
غسلت طرفي لم تعد إثـمدي |
بل أنت في عيـني كالمِبـْردِ |
... |
منك تعافيت وقد كنـت لي |
سجىً بحلقي نازلا مخنــقي |
نزعتها من نابــك الأزرق |
روحي وقد رشتـه منها دما |
أرحت نفسي منك يا مقلقي |
وكنت فيها قيـدها الأدهما |
نجا وريدي منك يا مشنـقي |
يـدعو لغيري فيك أن يسلما |
... |
أعد وفائي لي أعـد موثقي |
فلم يعد ما بينــنا مبـرما |
ياغابـةً للشوك قد زارهــا |
قلبي بحبي الأخضــر المورقِ |
سوف أرى قلـبي إذا عادها |
كما أرى القديس في المفسقِ |
... |
غدَّارْ .. بعد اليوم لن نلتقي |
فقد صنعـت النعش والمأتما |
وليس عندي خشيـة المشفق |
إن انتـهي حزناً وأن أندما |
فلو طرحت التاج في مفرقي |
ما كنت إلاَّ قاتلي الأعظما |