حــــــــلم رجــــــــل
هناك بزوغ الفجر
و يد تحنو و تسأل المطر بركته
ثلج يكسو مساحات البرود
و أيادي تلعب بالبياض
تغني و تترنم على دروب الضيعة
كانت مسير الفرحة
و همسات و بضع دوائر حولها
ثم تعلقٌ بفرحةِ الشمس
و نسيم عليل راقصنا
الصوت عندها صدى الزمن
ترامت الأيام
و على وجه التاريخ
وشمها
بدأ الوشم بخطوط بيضاء و الآن رسمٌ بالحمرة يغور
وجهٌ قليلون عرفوا به زمن الصبا
و مقص و قطع قماش و إبرة
تحيك الزمن المر
إنه ثوب يلبَسُه الدهر كي يبلى و لا يبلى الثوب
فرحة لم تكتل برسم الأيادي
و صوتها يقول
عذريتي أهدرتها بلا ثمن
و الغراب ينعق بجانب الجدار
و الجدار ليس ليتامى لكنه يكاد
قد مر قطار من هنا
المسافرون لوحوا أن الرحلة طويلة
الكل فرح و الفلاح يرفع يده مبتسما
و محراثه يشق الأرض
لكنها بلا مطر
تلبدت و لم تعصر المزن يوما
تباطؤ الغيوم و لا يمشي زمن الخريف
تريد الشتاء كي يأتي الربيع
الكل ينتظر لحظة ولادة عسرة
و بعضهم يقول
ستلد كلبا ينبح
و تقفهر العيون
و الدمع كأنه حبر التاريخ
يسطر مسيرة الدهر
عيونها الكل يعرفها
كانت رحمة بكل مكان
حتى رحمة السماء بلحظة العرس
يا صغيرة
العمر أقصر من أن تفكري بعذريتك
العمر يشتد أبعد من سحق الرجال على رحى القدر
و تقول أنها تبني !!
لكنها تبني معجزة العصر
أنا أعرفها بكل تفاصيل البكاء
كان دمعها قهر الخبز
رشي سكراً و ضعيه برغيف خبز
هكذا تحلو الأيام
بدأت تتمتم بالحرف و تقرأ تاريخ النهضة الكبرى
يقولون عنها تاريخ
و الله يقول جنة لطالبها
يا دمعي تكفكف على خدي
هي باتت رمادية اللون
و أنا قبلت وجهها مودعا
زوريني متى يحلو لكِ
لن أستطيع وداعكِ بيوم عرسكِ
حطام نفسي أكبر من أن أحرقها
و إن فعلتها
أحرقتُ ما بقي منها
ليس هو القصد
بلا ماء
ولا طعام
تركتها تتزين بغرفتها
لكني أعرف أنها بيد حبيبها تنتظر زفتها
أسدلوا الستار
حتى لم تستطع أن تقول لي إني سعيدة
لكنها أشارت بإصبعها
فعرفت أن همسها كان السعادة كلها
قبلتها على الجبين
و دمعي يسبقني لوجهها
لن أنسى فضلكِ ما حييت
فأنتِ حلمي