وجدي فريق الأحلام
عدد المشاركات : 1248 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: همس فوق الرؤوس _مانيا سويد 18.04.10 12:28 | |
| مقتطفات من كتاب أوراق الكينا همس فوق الرؤوس | • قالت له: أغار عليك. - رد: ألن تكفي عن غيرتك بهذه الطريقة؟ • أنت كل شيء في حياتي. - تعرفين أن حياتي ليست ملكي ولا أستطيع منحها لك. • آآه … ما أقسى قلبك. - آخر ماأتصف به هو القسوة وأنت أكثر من يعرف هذا. • بالنسبة لي أنت كل شيء… فلماذا لا أكون لك كذلك؟ - لا أستطيع. • كل ليلة يجتمعن حولك … تقول إحداهن للأخرى : " أنا الأجمل … حلتي ستلفت نظره أكثر… " أغلي بداخلي ولا تنظر حتى إلى وجهي لترى إن كنت غاضبة أم متجاهلة … لا تقدر مشاعري.
| - انشغالي عمن حولي يعني أني أولي اهتمامي بغيرهن… وهذا ليس من طبعي. • وما المشكلة إذا أمسيت لي بمفردي؟… لا يشاركني فيك أحد؟ …فأنا كلي لك. - قلت لك مرارا لا أستطيع… كل ليلة ينتظرنني بشغف… كيف أهتم بإحداهن دون الأخريات؟! قد يدمرهن هذا. • وأنا ؟! …… - أنت كالبقية، تنالين ما يناله (غيرك) … وعندما تكونين في حاجتي أكون موجودا … والدليل أني معك الآن… أبادلك الحديث. • هل تمّن علي بحديثك معي؟قال بشيء من الغضب: - بالطبع لا… لماذا تلقين باتهاماتك؟وتصفينني بما لم أوصف به من قبل … وأنت مدركة أنها من المستحيل أن تكون من شيمي؟ منذ متى أمن على الآخرين أو عليك بوجودي؟ردت طالبة السماح: • من كثرة شوقي إليك لا أستطيع احتمال أن تكون لكل هؤلاء ولست لي وحدي. - عندما يأتي العاشق ليشكو هم الفراق ، من سيستمع إليه؟! قاطعته بتأفف: • أعرف كل ما ستقوله … فأنا أحفظه. بكل سعة صدر وابتسام أجابها: - لا ضير من أن أعيده عليك اليوم أيضا… تأتي فتاة بشوق إلى موعد وصولي لتخبرني عن لقائها بحبيبها… وكيف توارت بين أغصان شجر الحدائق حتى لا يراها أحد… كيف حاول لمس يدها، لكن تمنعها وخوفها كان أقوى من رغبته… إلا أن إضراب لسانها لم يمنعها من أن تقول له للمرة الأولى… "أحبك" … بريق عينيها وهي تحب مختلف عن حزنهما قبل أن تلفظ هذه الكلمة… ومختلف عن بحور اليأس المتدفقة من عينيها عندما يتركها لتحصيل علم أو لجمع مال أو حتى لكذبة اخترعها. • وماذا استطعت أن تفعل؟ - صحيح لا أملك منديلا أجفف به عينيها إلا أن إصغائي لكل هذا الصدق يخفف ألمها… قاطعته: • تغيب عني كثيرا وأحتاجك فلا أجدك. - ما بك ؟ أنا بقربك وبقرب كل من يقصدني. يلتفت عنها مستسلما لتأمل عميق وبعيد، ثم يعود إليها قائلا: - أعشق الصدق مهما كانت قسوته… فالكل يبوح لي دون كذب أو نفاق … يعرفون منذ الأزل أن أسرارهم قد يرميها البحر إلى الشاطئ بأمواجه… وقد تلفظها الأرض ببراكينها… وقد تسقطها السماء مع أمطارها… إلا أنا… لم يعرف أحد عني يوما أني بحت بسر… ولهذا فهم لا يخافون ولا ينزعج حتى المخطئ منهم من البوح بمكنونات نفسه مرارا وتكرارا… فأنا أستمع إلى كل ما يفضون به دون تقديم النصائح المملة… أبتسم فيشع بداخلهم الأمل ويتكلمون أكثر… صدقيني هم بحاجة لأن نسمعهم أكثر من أن نوجههم. • كلنا يسمع ما يقولون… حديثهم إليك ليس بالأمر الخافي علينا. - نعم لأنكم حولي تلتفون ويرون أنكم بجانبي… ويعرفون أن مملكتنا تشع بالنور ولا تفشي أسرارا… ثقتهم بكم لا تقل عن ثقتهم بي ولكن هو شيء في نفس البشر ، يرغبون بالحديث أكثر مع الأكثر نورا… وشهرة. • أتذكر عندما جاء ذلك العاشق يشكو لك قسوة فتاته؟ - أيهم؟ فهم كثر… أمن تزوجت محبو بته من ثري لأن ظروف الحياة تريد ذلك؟ أم ذلك العاشق الذي تخلت عنه حبيبته بعد أن صدمته سيارة وأقعدته عن السير في دروب العشق وطرقات الهوى؟ أم ذلك الباكي من حبيبة كانت تستمتع بالتفاف الكثيرين حولها وتقول أحبهم أن يتجمعوا حولي كالذباب حول الحلوى المكشوفة لأقرر كل يوم أيهم أدهس وأيهم (أكش) ؟ • لا…لا … أقصد ذلك الشاب المصدوم عندما أخبرته فتاته أنها ستسافر إلى الجانب الآخر من الكون… ووعدها أنه سينتظر فقالت: على الأغلب لن أعود… لتزرع بداخله نسيانها وليبدأ من جديد بالبحث عن أخرى. - آه… نعم تذكرت… تلك التي كانت تعاني من مرض عضال وأخبرها الأطباء أن لا أمل لها في الشفاء فأدركت أن موتها يعني موته وفضلت أن ينعتها بالخائنة ويبقى حيا. • كم سهرنا على أحزانهم وذرفت عيوننا دمعا. - لكننا أيضا فرحنا عندما تزوج الأسمر من الحسناء الفقيرة بعد نضال مرير مع والده الثري وقررا الجهاد معا متحديين حرمانه من الثروة وكل صعاب الحياة إلى أن اكتملت فرحتهما بالعمل المثمر وزينا حياتهما بطفلة أسماها آمال. • أتعرف… لم يكن هو أو هي السبب في الأيام الصعبة التي عاشاها قبل أن يتحقق حلمهما بالعيش معا. - بالتأكيد كانت الظروف صاحبة الدور الأكبر… يا لبراعتها تلك الظروف في تعذيب القلوب وقتل المحبين أحيانا. • مثل رجب وماري… - أتذكرين؟ لو جمعت دموعهما في أحواض لجعلت ذلك المتوسط البعيد هناك يفيض كما كان النيل. • لو عُرفت قصة عشقهما لما آلموهما بفرض الفراق. - ماذا تقولين؟! لو كانت قصة عشقهما عرفت بالتأكيد كان أحدهما ميتا… وما كانت اليوم أما لثلاثة أولاد وهو أب لطفلتين. رغم كل الألم والفرح نحن في مكاننا…تلف بهم الأرض ويعودون ليرونا كل ليلة… ينتظروني هلالا في أعيادهم. • كم شبه الشعراء وجه أحبتهم بوجهك. - كم غنى المغنون لك أيضا. • لكنك لست عادلا. - أنا؟!! • نعم … فأنت تسطع على الجميع كل ليلة… على الأحبة والكارهين … القتلة والمذبوحين… السعداء والمحزونين… - تعرفين يا نجمتي أن القمر هكذا منذ ولد الكون يسطع لكل الناس… فكم أضأت الطريق لتائه في الصحراء… وكم زينت ليل الساهرين… كم ازدراني السارقون… وأنت … كم يكره المنحرفون بريق وهجك الذي لا يحتملونه ويرغبون بغيوم سوداء كقلوبهم تخفيك وصديقاتك. • ولكن ما عاش الكره يوما… والحب أبقى فنحن هنا باقون نشرق في ليل التائبين… المؤمنين… المتألمين… ليل الأحبة والعشاق الحالمين…… | مانيا سويد كاتبة وصحفية سوريا | |
|