لنري ايضا ماذا يقول شاعرنا الكبير نزار قباني -- في الوعود
وعدتك ان لا احبك
ثم امام القرار الكبير جبنت
وعدتك ان لا اعود--- وعدت
وان لااموت اشتياقا -- ومت
وعدت مرارا
وقررت ان استقيل مرارا
ولا اتذكر اني -- استقلت
وعت باشياء اكبر مني
فماذا غدا ستقول الجرائد عني
اكيدا ستكتب اني --- جننت
اكيد ستكتب اني -- انتحرت
وعدتك ان لا اكون ضعيفا
وكنت
وان لااقول بعينيك شعرا
وقلت
وعدتك بالا والا والا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتك ان لاابالي بشعرك
حين يمر امامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف
صرخت
وعدتك ان اتجاهل عينيك
مهما دعاني الحنين
وحين رايتهما تمطراني نجوما
شهقت
وعدتك ان لا اوجه
اي رسالة حب اليك
ولكنني رغم انفي
كتبت
وعدتك ان لا اكون في اي مكان
تكونين فيه
وحين عرفت انك مدعوة للعشاء
ذهبت
وعدتك الا احبك
كيف -- واين -- وفي اي يوم
وعدت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد لله اني - كذبت
وعدت بكل برودي وكل غبائي
باحراق كل الجسور ورائي
وقررت بالسر قتل جميع النساء
واعلنت حربي عليك
وحين رايت يديك المسالمتين
اختجلت
وعدت بالا والا والا
وكانت جميع وعودي
دخانا وبعثرته في الهواء
وعدتك ان لا اتلفن ليلا
وان لا افكر فيك حين
تمرضين
وان لا اخاف عليك
وان لا اقدم وردا
وتلفنت ليلا -علي الرغم مني
وارسلت وردا -علي الرغم مني
وعدتك بالاوالا والا
وحين اكتشفت غبائي - ضحكت
وعدت بذبحك خمسين مرة
وحين رايت الدماء تغطي ثيابي
تاكدت اني الذي قد -- ذبحت
فلا تاخذيني علي محمل الجد
مهما غضبت ومهما فعلت
ومهما اشتعلت ومهما انطفات
وعدتك ان احسم الامر فورا
وحين رايت الدموع
تهرهر من مقلتيك - ارتبكت
وحين رايت الحقائب في الارض
ادركت انك لاتقتلين -بهذه السهولة
فانت البلاد وانت القبيلة
وانت القصيدة قبل التكون
انت الدفاتر انت المشاوير
انت الطفولة
وعدت بالغاء عينيك
من دفتر الذكريات
ولم اكن اعلم اني سالغي - حياتي
ولم اكن اعلم انك رغم الخلاف الصغير
انا واني انتي
وعدتك ان لا احبك
ياللحماقة ماذا بنفسي -فغلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد لله اني -- كذبت
وعدت بان لا اكون هنا بعد
خمس دقائق -ولكن الي اين اذهب
ان الشوارع مغسولة بالمطر
الي اين ادخل
الي مقاهي المدينة مسكونة بالضجر
الي اين ابحر وحدي
وانت لابحاروانت لاسفر
فهل ممكن ان اظل لعشر دقائق اخري
لحين انقطاع المطر
اكيد اني سارحل -بعد رحيل الغيوم
وبعد هدوء الرياح - واني سانزل ضيفا عليك
الي ان يجيء الصباح
وعدتك ان لا احبك مثل المجانين -في المرة الثانية
وعدتك بكبح جماح جنوني
ويسعدني باني لا ازال -شديد التطرف حين احب
تماما كما كنت في السنة الماضية
وعدتك ان لا اخبئ وجهي -بغابات شعرك طيلة عام
وان لا اصيد المحار علي رمل عينيك طيلة عام
فكيف اقول كلاما سخيفا -- كهذا الكلام
وعيناك داري ودار السلام
وكيف سمحت لنفسي - بجرح شعور الرخام
وبيني وبينك خبز وملك - وسكب نبيذ
وشدو حمام
وانت البداية في كل شيئ -- ومسك الختام
وعدتك ان لا اعود -- وعدت
وان لا اموت اشتياقا -- ومت
وعدت باشياء اكبر مني
فماذا بنفسي فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد لله اني كذبت