Dreams way
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Dreams way

منتدى طريق الأحلام ..ملتقى الكلمة الطيبة والحلم الراقي .. أهلاً بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حالمة بالحرية
فريق الأحلام
فريق الأحلام
حالمة بالحرية


عدد المشاركات : 349
تاريخ التسجيل : 11/09/2008

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty
مُساهمةموضوع: أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)   أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty12.11.08 17:55

لا يجوز أن نقرأ الشعر ونحن نفكر في أمر آخر. فما إن تتجدد الصورة الشعرية في إحدى ملامحها حتى تبدي براءة أولية».

عندما تندفع «اللحظة الشعرية» يكف الزمن عن «الجريان»، «فيتدفق»، وتزول «أفقية الاستمرار المسطّحة» حيث يلي الحدث الحدث والإحساس الإحساس، والفرح الأسى والأسى الفرح، وتزول «الحقبة المتتالية» فيصبح كل شيء متزامناً، وهذه «اللحظة» متعدّدة الوجوه: فليس هناك تزامن واحد، بل تزامنات عديدة وُحِّد بينها عمودياً.

والحال أن في هذه الدراسة المتواضعة نحتار من أين نبدأ وأين نقف. فالأدونيسية بحرٌ واسعٌ وأمواجه تزبد وترتفع وتتلاطم في ألق الشمس. واللحظة الشعرية في هذا الخضمّ تتاخم حدود النبوءة، والكلمة تصبح رؤيا، وإذ نلمح شاعراً ندرك أنه خلف الشاعر يكمن فيلسوف، وخلف الفيلسوف يكمن متصوف، وهكذا تجمع الأدونيسية الشعر والفلسفة والتصوف في كل واحد... ويلوح لنا في البعيد هذا العملاق الذي يُدعى أدونيس، ولاشك أن حب المعرفة يدفعنا أن نعرف شيئاً عن هذا العملاق.


سيرة حياته
تقول خالدة سعيد وهي زوجة أدونيس في زيارة لها إلى منزل زوجها حيث وُلِدَ وترعرع: «في الصباح خرجنا إلى الحقل، كأنما كنت أمشي في تاريخ أعرفه، الأم تحدّثني عن طفولته الأولى. عندما نتكلم تسميه أدونيس. هناك بدا اسم أدونيس عنواناً لحكايته وقصة انتقاله بما يشبه السحر من الحقل والقرية إلى مدرسة اللاييك في طرطوس. أخته الصغرى فاطمة تسميه أدونيس. أخته الكبرى ليلى، مثل شيوخ القرية لا تتخلى عن اسم علي، ولكنها لم تعد تسميه علّوشة ولا عُلَيْشة كما كانت تناديه تحبّباً في الصغر».

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) 649fc36769

حكاية الاسم أدونيس
اسمه علي أحمد سعيد، وُلِدَ في سنة 1930 في قرية فقيرة تُدعى «قصابين» قرب مدينة جبلة في محافظة اللاذقية. وهي عبارة عن أكواخ من الحجر والطين هي ما نسميه بيوتاً هناك.

يقول أدونيس: «صورة البيت مختصر للطبيعة. في الهواء الطلق: جدران من الحجر والطين، يغطيها سقف من الخشب. وكان البيت مقسوماً إلى جزأين: داخلي معتم لادخار المؤونة، حبوباً، وزيتاً وزيتوناً، على الأخص. وخارجي للجلوس والنوم والأكل والاستحمام والضيافة. في الشتاء كانت أمي تجلسني في طست كبير وتغسلني. كنت أصرخ وأبكي، خصوصاً عندما تدخل في عيني رغوة الصابون. وكانت تقول بهدوء: قلت لك أغمض عينيك، عندما أغسل رأسك».

كان يذهب كل يوم حافي القدمين إلى «الكتّاب» أي الشيخ وهو معلّم القرية لكي يتعلّم القراءة والكتابة. وهكذا حتى الثانية عشرة من عمره لم يعرف مدرسة نظامية. وكانت أقرب مدرسة إلى القرية تبعد مسافة طويلة لا يقدر طفل في سنه أن يجتازها مرتين يومياً. وحتى هذه السن لم يشاهد سيارة ولم يعرف الراديو ولا الكهرباء وبالتالي لم يعرف المدينة. بعد أن أنهى تعلم الكتابة والقراءة عند شيخ القرية قرر والده أن يرسله إلى تلك المدرسة البعيدة في القرية المجاورة.

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) 0f904fb853

يروي أدونيس في سياق حديثه عن طفولته أن ثمة نهر يفصل بين القريتين، وفي أحد أيام الشتاء لما كان عائداً من المدرسة إلى القرية تحت مطر غزير مع ابن مختار القرية وهو يكبره سناً، فقد أجفلهم رؤية النهر طائفاً وهادراً وعوضاً عن العودة إلى المدرسة فقد خاض الأكبر سناً ودعاه أن يخوض مثله، وإذّاك بدأ الماء يغمره حتى الصدر، ثم الكتفين ثم العنق وكان المطر شديداً وبمعجزة وصل إلى الضفة الثانية وكان عبور النهر مجازفة كبيرة والنجاة معجزة وعناية خفية.

يقول أدونيس: «هذا النهر الذي كاد أن يأخذني معه إلى سرير النوم الأبدي، هو نفسه الذي كان يأخذ أيام طفولتي بين أحضانه، غدراناً، ومغاورَ، صخوراً وأعشاباً، أشجاراً ونباتاتٍ. كانت الألوان على ضفافه تتنوع وتتدرج، وكنت أمنحها عيني كأنني أمنحها للحلم. كنت أشعر أن وجودي بينها ليس إلا صورة، مزيجاً منها جميعاً».

«كانت طفولتي تنسّماً لمجرى النهر، لضفافه، ولما حولها، ولما تحتضنه. كان طيفٌ يمسك بيدي، ويجري معي، نجلس تارة على صخرة، ونخوض تارة في مائه المحمول على بساط من الحصى والرمل. وكنا نتمرأى في غدرانه، وننظر بشغف إلى أسماكها الصغيرة، ونمد أيدينا نحوها، إليها، ونحسب أننا نحوّل الماء نفسه إلى طست كبير تلعب فيه مع أيدينا».

«"ماذا أقرأ؟" سؤال كان شاغلي الأول، فيما كنت أتتلمذ، وأنمو. الشعر العربي القديم؟ أعرفه، وبه انجبلت طفولتي الأولى في القرية، وذلك بتوجيه أبي وسهره على تربيتي. كانت الحياة شعره الأول والأساس، أما شعره بالكلمات فكان عنده هامشياً. غير أنه كان قارئاً محباً للشعر، وبصيراً باللغة العربية وأسرارها. على يديه قرأت بشكل خاص، المتنبي وأبا تمام، والشريف الرضي والبحتري والمعري، وعشرات آخرين، في دواوينهم، أو في مجاميع شعرية، وبخاصة "الحماسة" لأبي تمام. إلى ذلك علّمني القرآن وتجويده».

وهكذا فإن أيام أدونيس كانت تمضي وفي كل ليلة قراءةٌ للشعر وحده أي الشعر العربي القديم وكان ذلك بعناية والده وسهره على تربيته. كانت القراءة تتم بصوت عالٍ، وأمام ضيوف يحبّون السماع. ويذكر أدونيس أن القراءة لم تكن بالرأس وحده بل كان يقرأ بقلبه وحواسه وجسده كله.

وبعد السماع كان يأتي امتحان الصرف والنحو. إعراب هذه الكلمة، هذا البيت، وذكر وجوه الخلاف هنا أو هنالك ثم يأتي امتحان المعنى، ما معنى هذا البيت؟

كل ليلة تقريباً، كانت تتكرر القراءة. وكانت الكتب قليلة. وكانت غالباً تُستعار، وغالباً، لا تُردّ. وكان كل من يملك كتاباً في القرية مقامه يعلو ويرتفع.

وهكذا مضت الأيام إلى أن أصبح عمره ثلاث عشرة سنة فراوده حلم يقظة رسم فيه الطريق إلى دخول المدرسة. وكان أن الرئيس الأول شكري القوتلي للجمهورية الأولى السورية بعد الاستقلال وزوال الانتداب (أي في عام 1943-1944) سيزور منطقة اللاذقية، ضمن برنامج زيارته للمناطق السورية. وهكذا فكّر أدونيس أنه سيكتب قصيدة يلقيها أمامه مرحباً، وأنها سوف تعجبه وسوف يطلب ليراه، وسوف يسأله عما يريد وحينئذ سيجيب أنه يريد التعلّم، وسوف يعمل على تحقيق هذه الإرادة. وهكذا كان بعد إصرار وإرادة جبّارة من قبل طفل بلغ هذا العمر الصغير. وبعد تقديمه القصيدة أمام رئيس الجمهورية دعاه الرئيس قائلاً له:
-
ماذا يمكن أن نقدّم لك؟ ماذا تريد؟
- أريد أن أدخل المدرسة، أريد أن أتعلم؟
-
سنفعل ذلك إطمئن

هذا هو الحوار الذي بدأ بتغيير مسار حياة شاعرنا، فبعد حوالي أسبوعين جاء الدرك يبلغونه: «أنت مطلوب لكي تذهب إلى طرطوس، وتدخل المدرسة»، ودخل أدونيس مدرسة اللاييك بطرطوس على نفقة الدولة. بعد البروفيه تابع دراسته الثانوية في اللاذقية.

أما حين اتخذ اسم أدونيس فقد كان في حوالي السابعة عشرة من العمر. لقد كان يكتب آنذاك نصوصاً شعرية ونثرية يوقعها باسمه العادي: علي أحمد سعيد، ويرسلها إلى بعض الصحف والمجلات آنذاك للنشر، لكن أياً منها لم يُنشر في أية صحيفة أو مجلة. ودام هذا الأمر فترةً، فاستاء وغضب، وأثناء ذلك للمصادفة وقعت في يده مجلة أسبوعية قرأ فيها مقالة عن أسطورة أدونيس: كيف كان جميلاً وأحبته عشتار، وكيف قتله الخنزير البري، وكيف كان يُبعث كل سنة في الربيع، فهزّتْه الأسطورة وفكرتُها وقرر أن يستعير من الآن فصاعداً اسم أدونيس ويوقّع به. وقال في ذات نفسه أن هذه الصحف والمجلات التي لا تنشر له، إنما هي بمثابة الخنزير البري الذي قتل أدونيس.

وبالفعل كتب نصاً شعرياً وقّعه باسم أدونيس وأرسله إلى جريدة لم تكن تنشر له، وكانت تصدر في اللاذقية، وفوجئ أنها نشرتْه. ثم أرسل نصاً ثانياً فنشرته على الصفحة الأولى، أرفقها المحرر بإشارة تقول: المرجو من أدونيس، أن يحضر إلى مكاتب الجريدة لأمر يهمّه.

فذهب إلى مكاتب الجريدة، وعندما دخل واستقبله أحد المحررين بدا عليه أنه لم يصدق أنه أدونيس، فدخل مسرعاً إلى رئيس التحرير وأخبره بحضوره. وحين دخل إلى غرفة رئيس التحرير بدا هو أيضاً كأنه غير مصدق، فقد كان ينتظر شخصاً بقامة رجل، فرأى أمامه قروياً، تلميذاً بسيطاً وفقيراً. ومنذ ذلك الوقت كان اسم أدونيس غالباً عليه.

يقول أدونيس: «والحق أنني لم أكن أعرف حين اخترت هذا الاسم، أنه ينطوي على رمز الخروج من الانتماء الديني، القومي، إلى الانتماء الإنساني، الكوني، وأنه سيثير مثل هذا العداء في الأوساط الدينية، القومية. ولئن كان الأمر كذلك، فإن على هذه الأوساط أن تحذف آلاف الكلمات من معجم اللغة العربية، ومن لغة الحياة العربية اليومية، وأن تحذف كذلك عشرات الكلمات التي وردت في القرآن الكريم، والتي ليست من أصل عربي. لكن بالمقابل هناك اليوم عشرات العرب الذين يسمّون أبناءهم باسم أدونيس، من عدن حتى بيروت».

وفي عام 1950 كانت المحطة الأخرى هذه المرة هي دمشق حيث دخل أولاً كلية الحقوق فأمضى قرابة السنة، ثم رأى أنه لا يستطيع المتابعة فيها فانتقل إلى كلية الآداب قسم الفلسفة، فقد كان يشعر أن قسم اللغة العربية لن يفيده شيئاً، لأنه كان يعرف مسبقاً لغة وشعراً ما سيدرسه فيها. لذلك اختار الفلسفة لعلها تفتح له آفاقاً فكرية جديدة عليه. ومع ذلك فإنه لم يتابع دراسته في هذا القسم بانتظام فقد كان عملُه يحول دون ذلك.

وأثناء إقامته في دمشق انخرط في الحزب السوري القومي، وتعرّف إلى زوجته خالدة سعيد والتي كانت طالبة من خارج الجامعة وتدرُس في «دار المعلمات» في دمشق نفسها.

في سنة 1954 نشر قصيدته الطويلة «الفراغ» في مجلة «القيثارة» أولى المجلات العربية الخاصة بالشعر في سورية وكانت تصدر في اللاذقية، وأخذت الأوساط الشعرية العربية تعترف به بدءاً من هذه السنة التي نشر فيها قصيدته هذه، وهي التي كانت نقطة الوصل بينه وبين يوسف الخال الذي كان قد قرأها وهو في نيويورك في الأمم المتحدة وأُعجِب بها كثيراً.

لقد كانت سنة 1954 حافلةً، فهي السنة التي اختتم فيها دراسته الجامعية، وبدأ يهتم بقراءة الشعر السوري خاصة، فقد كان نزار قباني يملأ دمشق فهو الذي كان يعلّم الحياة اليومية كيف تتحول هي نفسها إلى قصيدة، وكان بدوي الجبل الصدر الذي يحتضن جسد الشعر العربي، وعرف فيه سلوكاً ينتظم فيه العقلُ والقلبُ وهو يقول فيه: «كان بدوي الجبل جبلاً، لكنه كان في الوقت نفسه موجاً». وكان عمر أبو ريشة يستدرج الواقع بقسوة حيناً وبلين حيناً، لكي يصير على مثال صوته نفير حرية وتحرر. وكان شاعر آخر هو نديم محمد الذي يعتبر مجموعته الشعرية من بين أهم المجموعات العربية في النصف الأول من هذا القرن. وبين الأصوات الشعرية التي كانت تجيء من خارج دمشق، كان صوت سعيد عقل، الأكثر حضوراً بالنسبة له.

وهكذا فهذه السنة الحافلة هي السنة التي بدأ فيها بخدمة العلم أيضاً، وهذه المرحلة دامت سنتين أمضى منها قرابة السنة في كلية ضباط الاحتياط إلا أنه لم ينجح في هذه الكلية حيث جميع زملائه تخرجوا برتبة ضابط إلا هو تخرج برتبة رقيب أول. وأمضى قرابة السنة أيضاً منها في سجن المزة بدمشق وفي السجن العسكري بالقنيطرة، وذلك بسبب انتمائه للحزب السوري القومي الذي كان ممنوعاً آنذاك وقد تركه عام 1960.

وفي سنة 1955، أخذ من إحدى المكتبات في حلب -حيث أمضى جزءاً من فترة خدمة العلم- مجموعاتٍ شعرية لشعراء فرنسيين بينهم رينيه شار وهنري ميشو وماكس جاكوب. ويقول أدونيس عن هذه المرحلة: «عملت هذه القراءة على تعميق الهوة، وتوسيعها بيني وبين الثقافة التي كانت تسود حياتنا. وكثيراً ما كان يُخيّل إلي أنني أسمع في داخلي صوتاً يقول لي: استمسك، اعتصم، وحاذر أن تسقط في أي شيء، إلا في نفسك، وعليك هنا أن تسقط عمودياً، وأن تسلك الطريق الأكثر رحابة، ما لا قرار له، وما لا ينتهي، إذ بدءاً من ذلك، تستطيع أن تهبط في أعماق الأشياء».


وفي سنة 1956 أنهى خدمته الإلزامية وتزوج من خالدة سعيد وانتقلا إلى لبنان واستقرا في بيروت. وفي أواخر تشرين الأول 1956 في الأسبوع الأول من وصوله إلى بيروت التقى بيوسف الخال ومنذ لقائهما نشأت بينهما صداقة قوية، وكانت بدايةُ مجلة «شعر» أفقاً جديداً للشعر العربي. وكانا كمثل شخصين يسكنهما هاجس واحد من أجل قضية واحدة: «التأسيس لكتابة شعرية عربية جديدة». لقد كان يوسف الخال يطمح إلى وضع الشعر العربي من جديد على خارطة الشعر في العالم. وفي مطلع 1957 صدر العدد الأول من مجلة «شعر».

يقول أدونيس: «ضم العدد الأول، على سبيل المثال قصيدة تفعيلية حديثة للشاعر سعدي يوسف، وضمّت بالمقابل قصيدة لشاعر على طرف النقيض فكراً وشعراً هو بدوي الجبل، وهي قصيدة كلاسيكية من طراز نادر ورفيع. هكذا لكي تؤكد أنها ليست "قطيعة" مع التراث وليست "هدماً" له، وإنما هي أفقٌ آخر في شعرية اللغة العربية، وهو أفق يتآخى مع الآفاق الأخرى ومن ضمنها أفق الفترة التأسيسية، فترة ما قبل الإسلام. وكل ما ركّزَتْ عليه أن هذا الأفق الذي تفتتحه يُوسع حدود الشعر التي وضعها أسلافنا، ومن ثم يطرح مفهوماً آخر للشعر يتسع للكتابة خارج الوزن أو لكتابة الشعر نثراً، شريطة أن يخرج النثر من نثريته. ولهذا ركزت في هذا المفهوم على طبيعة اللغة الشعرية وعلى جماليتها، لا على الوزن».

وكانت المجلة تقيم ندوة أسبوعية باسم «خميس شعر» كان الشعراء المقيمون والضيوف العابرون يلتقون فيها، ويقرأ من يشاء منهم آخر ما كتبه أو بعض ما كتبه ثم يناقش الجميع في ما سمعوه، بحرية كاملة ومحبة كاملة. ودامت هذه الفترة من عام 1957 إلى 1963 وبعدها افترق أدونيس ويوسف الخال.

بعد «شعر» وبعد نكسة 1967 أصدر أدونيس ومن بيروت مجلة «مواقف» وكانت تعنى بالأنشطة الأدبية والثقافية الجديدة.

سنة 1973 حصل أدونيس على دكتوراه الدولة في الأدب من جامعة القديس يوسف في بيروت، وموضوع الأطروحة التي صدرت بعد ذلك كان «الثابت والمتحول».

بدءاً من عام 1981 تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا، وتلقى عدداً من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم، وتُرجمت أعماله إلى ما يقارب الثلاث عشرة لغة.

غادر بيروت في 1985متوجهاً إلى باريس بسبب ظروف الحرب وحصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسل، ثم جائزة التاج الذهبي للشعر في مقدونيا في تشرين الأول 1997.

كانت باريس الصدمة الأولى في زياراته لمدن العالم: قروي فقير لم يكن يحلم حتى برؤية دمشق أو بيروت، وها هو في باريس، لقد كان الواقع بالنسبة له مثل الحلم. يقول: «قد بقيت في باريس فترة لا أعيش إلا بوصفها حلماً. مرةً سرتُ منتشياً من برج ايفل إلى مقهى الدوماغو تحت رذاذ مطر خفيف. تبللت طبعاً ثيابي وجسدي واخترقت الماء والحصى نعل حذائي. وما كان أسعدني. ربما بسبب من سيطرة هذا السحر، لم أقدر أن أتابع دراسة الفرنسية في مدرسة «الأليانس»، فبعد أسبوع من دخولي إليها قررت أن أهجر الدراسة نهائياً. وغرقتُ في التعرف على المدينة حياً حياً وشارعاً شارعاً. غرقتُ كذلك في التعرف على شعرائها وكتّابها وعلى نشاطها الثقافي بقدر ما كنت أستطيع. وفي فترة قصيرة نسبياً -أقل من سنة- تعرفت على عدد من أهم الشعراء، ونشأت بيني وبين بعضهم صداقة لا تزال قائمة حتى الآن».

ولقد كانت باريس بالنسبة إلى أية مدينة أخرى غيرها مثل اللغة العربية إلى بقية اللغات. لقد كانت تحول دون دخول أية مدينة أخرى، كما اللغة العربية التي تحول دون أن تدخل إلى نفسه أية لغة أخرى. ففي طوكيو أُخِذَ بالأسواق الشعبية، في بكين وشنغهاي أُخِذَ بحسن الضيافة وهو يذكر أنه زار المركز الإسلامي ومسجده في بكين، فاستقبلته امرأة جميلة اسمها فاطمة كانت هي التي تشرف على شؤونه، وزار السور المشهور ووقف في الطواف عند نقطة لم يشأ أن يمضي إلى أبعد منها، وعلق المترجم ضاحكاً: «إنها النقطة بالضبط التي وصل نيكسون ولم يشأ هو أيضاً أن يمضي إلى أبعد».

أما نيويورك فهو يذكر أنها المدينة الثانية التي أحدثت فيه انقلاباً نفسياً وفكرياً بعد باريس، ويصفها على أنها «جهنم الفكر، جنة الحواس، في جسد واحد» وكتب عنها قصيدة «قبر من أجل نيويورك». تعرّف إلى موسكو وعرف فيها عدداً من شعرائها، وكذلك آلما آتا عاصمة كازاخستان وهي مدينة إسلامية، وعندما زار مسجدها أخذ الناس يلمسون ثيابه ويتبركون لأنه آتٍ من جهة المدينة المنورة. وهكذا انتهى إلى أن الشرق والغرب أشبه بمصطلحين جغرافيين وأنه حضارياً الكون واحد والفرق في هذه البقعة أو تلك فرق في الدرجة لا في النوع.

أما عن السياسة الغربية الأميركية على وجه الخصوص فهو يراها على أنها لا تحب هذا النوع من الكلام الشعري البسيط. فهي تريد على العكس أن «تُعَوْلِم» الكون في سوق واحدة تهيمن عليها، تريد أن تُذَوِّب «الشرق» في «الغرب» غربها، لا تريد أنداداً أو مشاركين أو محاورين وإنما تريد تابعين سامعين طائعين، وهي آخذة في تحقيق ما تشاء!!

في 2007، كان أدونيس أحدَ المرشحين لجائزة نوبل للآداب ولكن للأسف لم ينَلْها.


الجوائز التي نالها
جائزة الشعر السوري اللبناني: منتدى الشعر الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية، 1971
جائزة جان مارليو للآداب الأجنبية: فرنسا، 1993
جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو: ايطاليا، 1994
جائزة ناظم حكمت: تركيا، 1995
جائزة البحر المتوسط للأدب الأجنبي: فرنسا 1996
جائزة المنتدى الثقافي اللبناني: فرنسا، 1997
جائزة التاج الذهبي للشعر: مقدونيا، 1998
جائزة نونينو للشعر: ايطاليا، 1998
جائزة ليريسي بيا: ايطاليا، 2000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حالمة بالحرية
فريق الأحلام
فريق الأحلام
حالمة بالحرية


عدد المشاركات : 349
تاريخ التسجيل : 11/09/2008

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)   أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty12.11.08 17:58

أدبه وتأثيره على مسيرة الأدب
سئل أدونيس في إحدى حواراته: «مررتَ في مراحل متعددة من حيث اللغة الشعرية من حالة التأصيل التراثي، إلى حالة الكسر والتفتيت وفتح اللغة على العالم. وهذا طبعاً أدى إلى أن تمر قصائدك في حالات متعددة: القصيدة التي تعتمد نظام البيت، القصيدة التي تعتمد المقطع، ثم مرحلة المعمار القصيدي الكامل. في ضوء ذلك، ما علاقة قصيدتك تاريخياً بالنتاج الشعري العربي الموروث والسائد، وما علاقتها ببنية القصيدة الأوروبية الحديثة؟».

يجيب أدونيس: «فيما يتعلق بالشعر الموروث، أشعر أن هناك روابط فنية عميقة بين كتابتي الشعرية والمنحى الشعري الذي بدأ بامرئ القيس وذي الرمة واكتمل مع أبي تمام وتفرع بعده خصوصاً عند الشريف الرضي. وهو المنحى الذي يؤكد على اللغة-الصورة، ويؤكد على الذات وعلى الإبداع. كما أشعر أن هناك صلات فنية بيني وبين أبي نواس والمتنبي: الأول في توكيده على خرق السائد، والثاني في مأساويته التي تلبس الفرح والهجوم، وفي إحساسه بالتفرد والغربة. أما فيما يتعلق بالشعر السائد، فإن علاقتي به إنما هي علاقة الهدم والتجاوز».

يتابع أدونيس: «أخيراً لا أرى أن هناك ما يمكن أن نسميه قصيدة أوروبية حديثة، وليس هناك بالتالي «بنية» لهذه القصيدة. هناك قصائد متنوعة متناقضة وهناك بحث متنوع خصب، والمرحلة الراهنة في أوروبا هي إجمالاً مرحلة بحث وتجريب، وإذا كان ثمة من علاقة بين قصيدتي وهذه المرحلة فمن الممكن القول أنها علاقة البحث والتجريب».

وكذلك قيل له في الحوار نفسه: «إن الكتابة بالنثر استجابة للحركة النفسية، واستناداً إلى ذلك يقول هؤلاء أنها أكثر تقدماً من الكتابة بالوزن. فما رأيك؟».

يجيب أدونيس يقول: «هذا حكم خاطئ على الكتابتين. ولعل الخطأ ناتج في أكثر جوانبه عن المزج بين الوزن كإيقاع أصلي والوزن كنمطية، أي بين الوزن كتموج فطري في أعماق النفس والوزن كتشكل بارد على سطح اللغة، بين الوزن كحركة والوزن كقاعدة، ولا أظن أن المسألة هي مسألة أفضلية بين الكتابة بالوزن والكتابة بالنثر أو مسألة أسبقية. فحين كُتِبت القصيدة الموزونة الأولى كان شاعرها يؤسس بداية عالم جمالي جديد، لكن هذا العالم أخذ يبهت ويفسد حين لم يعد الشعراء لسبب أو آخر قادرين على البدء من الحركة الأولى شأن البادئ الأول، وحين أخذوا يكررون فعله ويقولبونه ويضعون له قواعد وقوانين، بدل أن يكتبوا الشعر بقوة الدفع في كيانهم أخذوا يكتبونه بقوة المحاكاة والتقليد. الشعر الجديد ليس ضد الوزن، وإنما هو ضد النمطية. ولا توجد النمطية في إطار الوزن وحسب، وإنما توجد كذلك في إطار النثر. وأنت، حين تتعمق في كثير من الشعر المكتوب نثراً، سترى أن فيه نمطية قاتلة هي نمطية الجملة الشعرية: ثمة شكل للجملة يتكرر باستمرار، صيغة وإيقاعاً».

يتابع أدونيس: «هكذا يبدو بأن الكتابة بالنثر أكثر تقدماً من الكتابة بالوزن، قول سطحي لا أساس له من الشعر. إن قصيدة النثر لا تحمل من حيث أنها نثر أية قيمة جمالية أو شعرية. وما يصح هنا يصح كذلك على قصيدة الوزن، فمجرد الكتابة بالوزن لا يتضمن بالضرورة الشعر. والمفاضلة بين قصيدة وزن وقصيدة نثر لا تقوم على كون هذه نثراً، وكون هذه وزناً، وإنما تقوم على ما تختزن كلتاهما من الشعر: طاقة الكشف والتجاوز، وغنى البنية التعبيرية».


الشكل والوزن، والوزن والإيقاع في الشعر لديه
أدونيس يعتبر الشكل الموسيقي حتى الآن أنجح الأشكال، ولكنه ليس الشكل الوحيد فهو ظاهرة خاصة من ظواهر الإيقاع، وبالتالي فهذا يعني أن هناك مجالاً واسعاً لأشكال موسيقية جديدة أي لأوزان شعرية جديدة. أما عن التفريق بين الوزن والإيقاع فهو يعتبر أن الإيقاع تناوب منتظم فالإيقاع هو تناوب المقاطع في تنسيق منتظم، والإيقاع حركة والوزن شكل من أشكالها، وليس للوزن التقليدي إلا تآلفاً إيقاعياً معيناً. ومما يميز الشعر الجديد عن الشعر القديم هو أن الجديد يحاول أن يخلق تآلفات وتناوبات إيقاعية جديدة. وفي ذلك يحاول الشعراء الجدد أن يطوروا مفهوم الشعر من الناحية الوزنية: فالشعر تآلف إيقاعي لا وزني.

وهو يقول: «بقيت الأوزان في الشعر العربي حية، متحركة، صحيحة إلى أن حاول النقاد أن يجعلوا منها قواعد نهائية يُخضِعون لها اللغة الشعرية، ومقياساًً يميزون به الشعر عن النثر. وكانوا بموقفهم هذا يستعيضون بالجزء الذي هو الوزن عن الإيقاع الذي هو الكل. من هنا جمود الأوزان وتحولها إلى قوالب، ومن هنا بالتالي جمود الشعر».

وهو يوضح فيما إذا كان الشعر العربي ينبثق من الماضي أم من المستقبل، في أنه حين يولد الشكل من الماضي وحسب يولد ميتاً لأنه يكون نسخاً. فالشكل الشعري هو الشكل الحي المتأصل، أما الحر فهو يبدو أنه آتٍ من المستقبل. إنه التأصل في الماضي لكن بحرية المستقبل ولانهائيته. فالشكل الخاص بشاعر ما لا يوجد إلا حين يحقق في آن معاً التأصل والحرية، القاعدة والحركة، التراث والتجاوز.

ومن الجدير بالذكر أن قصيدته الطويلة «الفراغ» التي نشرها في سنة 1954 وأخذت الأوساط الشعرية العربية تعترف به بدءاً من هذه السنة فقد كانت القصيدة بمثابة حدث شعري، على صعيد الشكل التفعيلي وعلى صعيد الرؤية.


علاقة الشعر بالفكر
يقول أدونيس إن هنالك نوعين من الأفكار: «الفكرة كمفهوم أو كشيء مستقل، والفكرة كحركة أو كفعالية، فالشاعر الذي ينقل أفكاراً من النوع الأول، يكون مفكراً أكثر منه شاعراً. أما النوع الثاني فهو ما يمكن أن نسميه بالفكرة الشعرية التي تمثل الوحدة بين التصور والانفعال. والفكر الذي نسميه شعرياً أو الذي لا يتعارض مع الشعر، هو الذي يكون متأصلاً في خبرة الشاعر وحياته نفاذاً ورؤيوياً. دون ذلك يكون الفكر بياناً وتفسيراً أو يكون عرضاً لبضاعة فكرية، وفي هذه الحالة نقبله أو نرفضه من حيث هو فكرٌ لا من حيث هو شعر. أما في الحالة الثانية فلا نستطيع إلا أن نقبله فنياً، وهذا ما يفسر إعجابنا بشاعر لا نشاركه آراءه أو أفكاره، فبعضنا يعجب بشاعر ماركسي الاتجاه مثلاً دون أن يكون بالضرورة ماركسياً مثله، ويعجب بعضنا كذلك بشاعر كاثوليكي الاتجاه دون أن يكون كاثوليكياً مثله».

ويتابع أدونيس: «من ناحية تطبيقية يعني ذلك أن القصيدة حين تكون فكرتُها واضحةً مفهومة وتستخدم الكلمات كأدوات مباشرة، إنما تكون قصيدةً يضع كاتبها الفكرة في المقام الأول والشعر في المقام الثاني، وحيث تطغى الفكرة يتلاشى بريق الخاصية الشعرية. شرط الفكرة إذن لكي تكون شعرية أن تتحد مع الألفاظ في كلٍّ واحد، بحيث لا نشعر ونحن نقرؤها أنها كانت موجودة سابقاً كما نشعر إزاء هذا القول مثلاً: "الرأي قبل شجاعة الشجعان... الخ" إنما نشعر على العكس أن الشاعر لا يصوغها صياغة وإنما يبدعها في نسيج القصيدة شيئاً فشيئاً، أي أنها ذائبة كالنسغ في صورها ورموزها».

ويشرح موقفه الشعري حين يقول أن الشاعر الذي يكتب في أفق معين، تجيء «روحيته الواحدة» من «روحية» هذا المذهب، أكثر مما تجيء من حركيته الإبداعية.

ويتابع: «إنني لا أنطلق مما هو مسبق أياً كان، وإنما أنطلق من تأصلي في العالم. وهذا التأصل أشبه بشجرة تمد جذورها في جميع الاتجاهات. والوحدة التي تتحقق هنا ليست وحدة خطية وإنما هي وحدة شبكية. ولا تبدو التعددية للقارئ إلا حين يحاول أن يعزل خيوط الشبكة بعضها عن بعض، لكنه في هذه الحالة لا يقدر أن يفهم أي خيط ولا يقدر بالتالي أن يفهم الشبكة. إن عالم الشاعر فضاء وليس نفقاً وما أبعد وحدة الفضاء عن وحدة النفق: الأولى تتفجر وتتطاول باستمرار والثانية تتقلص وتتقزم باستمرار، ثم إن الوحدة الحقيقية على صعيد الإبداع الشعري ليست وحدة الماء والماء، وحدة النبع والجدول؛ هذه حشو وتحصيل حاصل وليست وحدة. الوحدة الحقيقية هي في عناق العناصر المتضادة: الحياة والموت، الماء والنار، إنها الصبوة التي تتلاقى فيها الأطراف ويبدو فيها العالم الكثير المتعدد واحداً. وتلك هي خصيصة أولى من خصائص الشعر، فليس الشعر عنصراً متفرداً أو جمعاً تلقيفياً للعناصر وإنما هو الكيمياء».

وأخيراً يقول أدونيس: «أنا لا أستطيع أن أكتب قصيدة إذا لم أفهم كل شيء في مجتمعي، أن أفهم حياة العامل وأن أفهم السياسة والاقتصاد والاجتماع، وأن أفهم اليأس والأمل وأعرف الشمس والليل والنهار، يجب أن أعرف كل شيء لكي أكتب قصيدة. ومن هنا تكون لغتي الشعرية منبثقة من هذا الكل الاجتماعي الحضاري».

بعد قصيدة «فراغ» كان الأثر الآخر الذي تركه أدونيس على صفحة الشعر العربي من خلال مجلة «شعر» لقد كانت المجلة مكاناً يلتقي فيه الشعر العربي بشعر الآخر غير العربي، مما يمكن أن يُعدّ استمراراً لما قام به الفلاسفة العرب في علاقتهم بالفلسفة اليونانية، فقد جعلوا من الآخر اليوناني عنصراً تكوينياً في نظرهم الفلسفي. ومن هنا كانت تمثل انفتاحاً فنياً وثقافياً يُذكِّر باللحظات العليا من تاريخ العرب في انفتاحهم على ثقافات الشعوب الأخرى. كما صدرت عن المجلة أهم المجموعات الشعرية العربية بدءاً من «أنشودة المطر» مروراً بـ «أغاني مهيار الدمشقي» و«النهر والرماد» و«البئر المهجورة» وانتهاء بـ«لن» على سبيل المثال لا الحصر.

ويعتبر أدونيس أن التأثير الأول في الشعر العربي كان نابعاً من هذه المجلة وهو تأثير لا يتصل بطرق التعبير وحدها، وإنما يشمل كذلك قضايا النظر إلى الشعر وإلى المشكلات التي يطرحها الإبداع الشعري بعامة. كما يعتبر أدونيس أن كتاب «أغاني مهيار الدمشقي» يعد مرحلة فاصلة في الكتابة الشعرية العربية الحديثة. أما بصمة الشاعر فقد بدأت تظهر تباعاً بوضوح من خلال أعماله الشعرية والنقدية التي جسّدت نضاله الذي يتمحور حول هدف جعل وطنه الجغرافي جزءاً عضوياً من الوطن الكوني الإبداعي، وقد نجح نجاحاً كبيراً في أن يضع الشعر العربي على خارطة الشعر العالمي، وليس غريباً أن يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب أكثر من مرة.

وفيما يتعلق بالترجمات إلى اللغات الأخرى الفرنسية والإسبانية والإيطالية والسويدية والألمانية إضافة إلى اليونانية والتركية فيعتبرها أدونيس ناجحة خصوصاً الفرنسية والإسبانية والألمانية. ويذكر الشاعر أن هناك ترجمات أخرى في لغات أخرى: الدانمركية (مجموعة شعرية)، والإيرانية والصينية واليابانية (قصائد متفرقة)، والفيتنامية (مجموعة شعرية). وفي هذا السياق يقول: «لا أعرف ماذا أقول عنها! كل ما أعرف أن شعراء كانوا يقومون بهذه الترجمات، إلا في اليابانية والصينية فالمستعربون هم الذين يترجمونها. وأعرف جيداً الشاعر الدانمركي الذي ترجم «أغاني مهيار الدمشقي» وهو من أهم الشعراء في بلاده».

وأخيراً في صدور كتاب بعنوان «الضوء المشرقي» وفيه يصف أحدُ المفكرين العالميين أدونيسَ بالضوء المشرقي، وقد قدم للكتاب المفكر العربي العالمي إدوارد سعيد معتبراً أدونيس الشاعر العربي العالمي الأول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حالمة بالحرية
فريق الأحلام
فريق الأحلام
حالمة بالحرية


عدد المشاركات : 349
تاريخ التسجيل : 11/09/2008

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)   أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty12.11.08 18:16

الصوفية في شعره
حين سُئِلَ عن قوله أن الشعر جزء لا يتجزأ من الواقع وكيف له التوفيق بين قوله هذا وما في شعره من صوفية، يجيب أدونيس قائلاً: «قبل أن أجيب أحب أن أوضح أن الصوفية كما أفهمها تتناقض جوهرياً مع الصوفية كما يشاع عنها، وكما يفهمها الباحثون التقليديون. أحب ثانياً أن أقول أن الجواب ليس سهلاً، وأنه لن يكون في أية حال محيطاً أو كافياًً. الجواب موجزه في النقاط التالية:

ليست الصوفية انفصالاً عن الواقع وليست نقيضاً للواقع، بل على العكس إن الصوفية تجربة حياتية لا تجريبية. إنها تجربة الإنسان المليء بالواقع، فالمتصوف تحديداً، نقيض النظري، الحلاج نقيض سقراط: سقراط يفضل العقل ونظامه على الحياة، يحاكم الحياة بنظام عقلاني، بينما الحلاج لا يرى العقل إلا من حيث هو حياة وتجربة، فهو يحاكم العقل بالحياة والتجربة.
في الصوفية نزعة مأساوية أي تراجيدية تتم في جدل الفرد والشخص، المخلوق والخالق، الحاضر والغائب، الواقع وما وراء الواقع، الموت والحياة. الصوفية تمحو الفرد في الشخص وتذيب الشخص في كأس شخصي-لاشخصي، أي كائن يتجاوز الشخص لكنه هو نفسه الشخص.
الحياة التي يؤكدها الصوفي ليست الحياة في ظاهر العالم بل في جوهره، فهو ينفي الحياة ويؤكدها في آن، أو ينفي الواقع ويؤكده في آن. ينفيه بشكله اليومي، الفاسد، العاجز، ويؤكده بشكله الجوهري الحي. الصوفي هو ديونيزوس وأبولون في آن، ديونيزوس من حيث أنه قوة اتجاه إلى الموت، وأبولون من حيث أن اتجاه هذا مرتبط أساسياً باكتشاف جسد العالم وجمال هذا الجسد.
الصوفي إذن لا ينفي الحياة لأنها باطلة عدمية غبية، وإنما ينفيها لأنها تحجب الحياة الحقيقية، غير أنها كحجاب جزء لا يتجزأ من الحياة الحقيقية ومن الحقيقة نفسها، إنها صورة الحقيقة لذلك لا ينفيها بل يتجاوزها.


ولست أجد في هذا كله إلا الثورة أي تغيير الواقع وتجاوزه، فيما تحيا فيه وتحتضنه. الشعر هنا والتصوف والثورة واحد محاولة اكتشاف الجانب الآخر من العالم، الوجه الآخر من الأشياء والحياة، وبعبارة ثانية الاتجاه نحو المستقبل».

على سبيل المثال لا الحصر، يقول أدونيس إن ابتكاره لشخصية مهيار الدمشقي في «أغاني مهيار الدمشقي» تأثر بنماذج غربية: زرادشت نيتشه، وفاوست غوته، ومالدورور لوتريامون. وقد أراد من ابتكار هذه الشخصية الخروج من الخطاب الذاتي الشعري المباشر، وأن يقول عالمنا بلغة غير ذاتية، لغة رمزية تاريخية ينطق بها شخص، رمز وأسطورة في آن، وهو في ذلك أكثر من قناع إنه بؤرة تتلاقى فيها أبعاد الثقافة العربية، في شاغل رئيسي محوري: تجاوز العالم العربي القديم، إلى عالم عربي جديد.

أما عن تصوفه الشعري، تجدر الإشارة إلى إحدى تجلياته التي يذكرها إليها الباحث وفيق سليطين في ما يدعى بالصوفية مقام الحيرة.

ونحن نعلم أن أشهر من أشار إلى هذا المقام هو المتصوف والشاعر الفارسي فريد الدين العطار النيسابوري من القرن الثاني عشر في منظومته «منطق الطير»، وفيه يصف رحلة الطيور بحثاً عن السيمرغ مليكها الحق. تعبر الطيور سبعة وديان محفوفة بالمهالك والروائع، الوادي السادس وادي «الحيرة»، هناك لا يتميز الليل من النهار ولا الرؤية من عدم الرؤية ولا الوجود من عدمه، ولا فراغ الأشياء من امتلائها، وفي نهاية سفرها المرهق تجد الطيور مرآة تستطيع فيها أخيراً أن تُرى وتُعرف.

ومن جهته فالباحث وفيق سليطين يقول: «ينطوي مفهوم الحيرة في المدوّنة الصوفية على كثير من الغنى والتعقيد والتشابك الدلالي، فهو يتكشف عن ضرورة نقد الخبرة الذاتية المتكونة داخل التجربة الصوفية». وهو يذكر المقطوعة في «أغاني مهيار الدمشقي» التي تتخذ من مفردة «الحيرة» عنواناً لها في قوله:

لأنه يحار
علّمنا أن نقرأ الغبار
لأنه يحار مرت على بحارنا سحابه
من ناره، من عطش الأجيال
لأنه يحار
أعطى لنا الخيال
أقلامه، أعطى لنا كتابه

وفي مستويات الحيرة يذكر الباحث أن الحيرة الأدونيسية تَتَناتجُ بمقتضى حركتها الداخلية، ذلك أنها مسكونة بنزوعها إلى المطلق ودورانها عليه: «وفي هذا السياق، نجد أن حيرة الأغاني تقيد إنتاج الحيرة بالمعنى الصوفي في نظام المعرفة الذي تنتسب إليه. وكما أنتجت هناك «القطب» و«الإنسان الكامل» مركز الكون، كذلك هي تنتج الشاعر الفرد الذي يحول النسبية إلى الإطلاق في صورة العارف والنبي والشامان، فهو إذن جماع المطلق والمقيّد الكلي والجزئي الإنسان-الإله».

أما في المستوى الذي تحضر فيه «الحيرة» فيمكن أن نشير إلى مفردات مثل: «الدهشة» «التيه»، «المتاه»، «الذهول»، «الضياع»، الخ، كما في المثال التالي:

الضياع الضياعْ
الضياع يخلصنا ويقود خطانا
والضياع
ألقٌ وسواه القناع

ومن ذلك أيضاً ما نقرأه في مكان آخر:

لأنني أبحر في عينيّ
قلت لكم رأيت كل شي
في الخطوة الأولى من المسافة

يتقدم «الضياع» في الشاهد بوصفه مستوى من مستويات «الحيرة»، فهو انخلاع من يقين المنجَز والمتحقق ومغامرة بالماهية لمعانقتها معانقة أكمل وتحقيق امتلائها. ولهذا كان الضياع الأدونيسي قرين الألق والإشعاع ومؤشّر الانعتاق من جحيم الواقعة التي تضرب سياجها حول الذات والعالم. وخلاصة الأمر أن أدونيس استقدم مفهوم «الحيرة» من حقل التصوف فأعاد توظيفه في نصوص الأغاني بمستويات تناصية مختلفة مستخدماً قناع «مهيار» الذي يغدو بؤرة التشكل الشعري، ومركز البناء النصي، ومنطلق الصرف والتحويل والتشابك الدلالي. والذي يعنينا هنا أن موضوعة «الحيرة» تتركب على خاصية الخروج والانشقاق الفردي في شخصية «مهيار» وذلك ما يعيد على نحو ما، خاصية التفرد الصوفي.


أعماله
مجموعات شعرية
قصائد أولى، 1957
أوراق في الريح، 1958
أغاني مهيار الدمشقي، 1961
كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل، 1965
المسرح والمرايا، 1968
وقت بين الرماد والورد، 1970
هذا هو اسمي، 1971
مفرد بصيغة الجمع، 1975
كتاب القصائد الخمس، 1979
المطابقات والأوائل، 1980
كتاب الحصار، 1985
شهوة تتقدم في خرائط المادة، 1987
احتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة، 1988
أبجدية ثانية، 1994

الأعمال الشعرية الكاملة
أغاني مهيار الدمشقي، وقصائد أخرى
هذا هو اسمي، وقصائد أخرى
مفرد بصيغة الجمع، وقصائد أخرى (دار المدى، دمشق، 1996)
الكتاب أمس، المكان، الآن I، دار الساقي، 1995
الكتاب أمس، المكان، الآن II، دار الساقي، 1998

آخر دواوينه
فهرس لأعمال الريح، دار النهار، 1998
تنبأ أيها الأعمى، دار الساقي، 2003
أول الجسد آخر البحر، دار الساقي، 2003
تاريخ يتمزق في جسد امرأة، دار الساقي، 2007

دراسات
مقدمة للشعر العربي، 1971
زمن الشعر، 1972
فاتحة لنهايات القرن، 1980
الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب، ط7، دار الساقي، 1994
سياسة الشعر، 1985
الشعرية العربية، 1985
كلام البدايات، 1989
الصوفية والسوريالية، 1992
ها أنت أيها الوقت، 1993
النظام والكلام، 1993
النص القرآني وآفاق الكتابة، 1993
موسيقى الحوت الأزرق، دار الآداب، 2002

مختارات
مختارات من شعر يوسف الخال (مع مقدمة)، 1962
مختارات من شعر السياب (مع مقدمة)، 1967
ديوان الشعر العربي (مع مقدمة)، 1964 – 1968/ ط3، دار المدى، 1966
مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة)، 1982
الكتب التالية وُضعت بالتعاون مع خالدة سعيد:
مختارات من نصوص الكواكبي (مع مقدمة)، 1982
مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة)، 1982
مختارات من نصوص محمد عبده (مع مقدمة)، 1983
مختارات من نصوص محمد رشيد رضا (مع مقدمة)، 1983
مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة)، 1983
مختارات من نصوص محمد بن عبد الوهاب (مع مقدمة)، 1983

ترجمات
حكاية فاسكو، وزارة الإعلام، الكويت، 1972
السيد بوبل، وزارة الإعلام، الكويت، 1972
مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام، الكويت، 1973
البنفسج، وزارة الإعلام، الكويت، 1973
التحولات/ اوفيد، أبو ظبي
الأعمال المسرحية الكاملة لجورج شحاده، 1972 – 1975
السفر، وزارة الإعلام، الكويت، 1975
سهرة الأمثال، وزارة الإعلام، الكويت، 1975
الأعمال الشعرية الكاملة لسان-جون بيرس، 1976 – 1978
فيدر، ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، لراسين، 1979
الأعمال الشعرية الكاملة لايف بونفوا،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر الحريري
فريق الأحلام
فريق الأحلام
ناصر الحريري


عدد المشاركات : 322
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 27/09/2008

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)   أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty12.11.08 18:32

أيتها ألأخت الحالمة بالحرية :
أشكرك جدا على هذا الموضوع الشيق والمفيد ، لأنك أعدت إلى واجهتنا جبلاً من الجبال الشامخة التي كلما هبت عليها الريح زادتها شموخاً وعنفواناً .
إنه رمز يردد اسمع الغرب أكثر منا نحن العرب ...يردده المستشرقون لنهم يفتقدون في هذا الزمن لمبدع مثله .
مرة أخرى أشكرك على ما تفضلت به .
ومرة أخرى اقدم أسفي للجميع لغيابي خلال الفترة الماضية عن المشاركة والتعليق ، متمنياً أن تقبلوا اعتذاري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alhaqaeq.net/authors.asp?authorid=368
sonnenblumen
فريق الأحلام
فريق الأحلام
sonnenblumen


مكان الإقامة : : طريق الاحلام
عدد المشاركات : 3526
تاريخ التسجيل : 28/08/2008

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)   أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty12.11.08 20:03

شكرا حالمة على هالرحلة الحلوة لحياة شخص كتير بحترمو
و بحب كل عمل قام فيه
شكرا احلا صديقة وارق انسانه تعرفت فيا
شكرا لثقافتك الي ما بتبخلي علينا فيا


عدل سابقا من قبل sonnenblumen في 12.11.08 21:50 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بن الضيعة
فريق الأحلام
فريق الأحلام
بن الضيعة


عدد المشاركات : 2627
تاريخ التسجيل : 24/09/2008

أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)   أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول) Empty12.11.08 20:43

حالمة كل الشكر لهذه المعلومات القيمة لفيلسوف وشاعرمتصوف واديب وطبيب للروح ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://d-way.freehostia.com/abnaldi3a.htm
 
أدونيس: حكاية اسم...قصة حياة (منقول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة أدونيس
» ندامة الكسعي ..حكاية مثل
» حكاية القبرة والفيل
» حكاية النسر
» حكاية قلمين !!!1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Dreams way :: ساحة المختارات :: مقالات في الفكر والثقافة (منقولة)-
انتقل الى: