لأنني كرهت كل شي ، قرفت من كل شيء، ما عدت أومن بأي شيء، فانا وبكامل قواي العقلية وأهليتي القانونية أطلب اللجوء الإنساني لدار للعجزة من أية جهة كانت حتى لو كانت من أمريكا التي كرهتها طوال عمري واعتبرتها كائنا مسخا يتحكم بالعالم منذ نشأته وتكونه الأول . وسيستمر كذلك حتى مع مجيء أوباما الذي سهر العرب حتى عن بكرة أبيهم منتظرين ظهور النتائج وكان ابتهاجهم به وكأنه المخلص القادم .. يا للسخرية.
لأني كرهت المنافقين والجهلة ولصوص البشر فأنا أطلب اللجوء الإنساني في أرقى دار عجزة في هذا البلد، وهذا أحد حقوقي، أو النفي إلى أبعد مكان في سورية حتى لا أرى أحدا، ولا أتحدث مع أحد ، فلا أسمع أكاذيب ولا آكل لحم أحد.
لأني كرهت أن أرى الجاهل عالما ، واللص مديرا عاما ، والمنافق وزيرا والمرتشي محافظا والمحتال رئيسا للبلدية ، لأني أعلم أنني في بلد أليس في بلاد العجائب كل شيء صار فيه بالمقلوب والمنافق صادقا ونصف المتعلم أديبا واللص بأدلة واضحة مسؤولا ما في التلفزيون العربي السوري .
ولأني كرهت سؤال أجهزة الأمن بكل فروعها عني وأنا الذي لم يعمل بالسياسة يوما بمعناه التنظيمي ولم أخرج في مظاهرة ولم أعتصم مع معتصمين.
وذلك لم يكن جبنا بل لأني كنت أعتبر أنه بالثقافة وحدها يحيا الإنسان ، واعتبرت أن لكل عمله ولكل أسلوبه في العمل في وقت يتظاهر فيه الناس من أجل حقوق الإنسان كنت أكتب عن حقوق الإنسان وفي وقت كان يعتصم الناس ضد قضية ما خارجية أو داخلية كنت أكتب عن جذور وأسباب تلك المشكلة ..
لأني كرهت الأصدقاء المنافقين، واللصوص الأصدقاء ، وكرهت رفاق الأمس ورفاق اليوم ولأني ما عدت أؤمن بالصداقة ولا بالحب ولا بالكرامة ولا بالعدل ولا بالقيم الاجتماعية,,
لأني كرهت أن أكون في بلد يقيم مهرجانا للسينما وليس لدية جمهور ولا صالات سينما ومهرجانات للأغنية العربية الأصيلة وليس لديه من يصغي إلى تلك المهرجانات ..
لأني كرهت مشاهد القتل الجماعي في الأفلام التي تبثها القنوات المجانية التابعة لدول البترول وقرفت من الدماء التي تسال بها والخيانات التي تعلمك كم يمكن أن تستفيد حين تكون خائنا وكل هذا تم بعد أن هربت من المسلسلات العربية لأني ما عدت أتحملها بنفاقها وجهلها وجهل مخرجيها وممثليها وكل الكوادر التي تعمل بها وبأموالها النفطية .
لأني لم أستطع الانتحار، ولم أجد قاتلا محترفا يقوم بالمهمة عني، فقد طلب مبلغا أكبر من طاقتي. فأنا أتوجه إلى أهل الخير، طبعا من ضمنهم من ذكرتهم في كل ما كتبته أعلاه لأن أهل الخير ماعادوا موجودين خارج هذه الدائرة.. وأناشدهم أن يدفعوا تكاليف إقامتي حتى مماتي في دار محترمة للعجزة تحترم شروط إنسانيتي .. فقط أبسط الشروط ، أن آكل وأنام وأظل بعيدا عن أي وسيلة إعلامية.