حادثة حذاء الزيدي في الصحف الفرنسية
الصحف الفرنسية الصادرة اليوم اهتمت بقضية الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بنعليْه, فقالت إن العراقيين ابتهجوا بفعله وإن العرب توجوه بطلا قوميا, إلا أن الزيدي تعرض حسب الصحافة الفرنسية للضرب المبرح على أيدي قوات الأمن العراقية مما تسبب في كسر ذراعه وبعض أضلعه كما أصيب بجروح في العين والفخذ.
فقد نسبت صحيفة لوباريزيان لضرغام وهو أخو الزيدي قوله إن أخاه تعرض لذلك التعذيب على أيدي قوات الأمن العراقية التي تحتجزه في "المنطقة الخضراء" ببغداد.
الصحيفة قالت إن ضرغام لم يحدد متى لحقت تلك الإصابات بأخيه, لكنه أكد أن "أجهزة موفق الربيعي", مستشار الأمن القومي العراقي هي التي تتولى احتجاز الزيدي.
ورغم أن هذا الصحفي العراقي لم يكن معروفا قبل يومين فإن صحيفة ليبراسيون قالت إنه الآن "يشعل اليوتيوب", مشيرة إلى أن ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي أعلنت أن منظمتها الخيرية "واعتصموا" ستمنحه وسام "الشجاعة".
وحسب زملاء الصحفي الزيدي -تضيف ليبراسيون- فإن فعله كان مدبرا لكنه تصرف وحده, حيث نقلت عن أحدهم قوله إن الزيدي كان يقول منذ أشهر إنه سيقذف بوش بنعليه إن سنحت له الفرصة, مضيفا أنه "يبغض أميركا والقوات الأميركية وبوش".
وأضافت أن الزيدي أصبح –فور نشر خبر قذفه بوش بنعليه- أيقونة في أوساط الشيعة والسنة العراقيين على حد سواء, إذ اعتبره التيار الصدري بطلا قوميا فيما رأت فيه هيئة علماء المسلمين السنية "رمز المقاومة ضد الاحتلال".
واستعرضت صحيفة لوفيغارو عددا من نماذج الإشادات بما قام به الزيدي التي وردت في الصحف والمحطات التلفزيونية ومواقع الإنترنت، قبل أن تؤكد أن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على المرارة التي خلفها بوش لدى العراقيين، رغم أنه كان قد بشر قبل
خمس سنوات بأنه إنما يريد "تحرير الشعب العراقي".
--------------------------------------------------------------------------------
الصحف الأميركية: الحذاء الطائر يصنع بطلا عربيا
رصدت الصحف الأميركية اليوم أصداء حادثة الحذاء الذي قذفه منتظر الزيدي في وجه الرئيس الأميركي جورج بوش وما يحمله ذلك من معاني السخط في العالم العربي على السياسات الأميركية في المنطقة، وقالت إن الحادثة جلبت فرصة نادرة لتوحيد الصف العربي، واعتبرتها صحف مؤشرا على التقدم والحرية في العراق.
توحيد العرب
صحيفة نيويورك تايمز قالت إنها المرة الأولى التي ينظر فيها إلى الحذاء في العالم العربي باعتباره رمزا للسخط على حرب لم تحظ بشعبية، وأضافت أنها كانت فرصة نادرة لتحقيق الوحدة في العالم العربي رغم ما يعج به من خلافات.
ففي السعودية نشرت صحيفة محلية أن رجلا عرض شراء الحذاء الذي أصبح الأكثر شهرة في العالم بمليون دولار.
وقيل إن ابنة الرئيس الليبي معمر القذافي أعلنت تكريم الزيدي (29 عاما) بوسام الشجاعة.
وفي مدينة الصدر ببغداد، دعت مظاهرة حاشدة إلى الانسحاب الفوري للقوات الأميركية من العراق، وقد وضع المتظاهرون الأحذية والنعال على سواري مرتفعة يلوحون بها في الهواء، كما قذف المتظاهرون في النجف المواكب الأميركية المارة بالأحذية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الحذاء طغى على حديث الشارع ومحطات التلفاز ومواقع الدردشة في الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط يوم الاثنين باعتباره عملا جريئا عبر عن الهياج الشديد ضد الرئيس بوش في آخر زيارة له إلى العراق.
وفي سوريا ظهرت صورة الزيدي على مدى يوم كامل على محطة التلفزة الحكومية إلى جانب سوريين يعبرون عن إعجابهم بشجاعة الزيدي، كما ظهر في وسط دمشق شعار كبير يقول "أيها الصحفي البطل، شكرا لك كثيرا على ما فعلته".
بطل الحذاء
ولم تختلف صحيفة واشنطن بوست في عرضها للحدث حيث كتبت تقريرها تحت عنوان "الحذاء الطائر يخلق بطلا في العالم العربي" تقول فيه إن رشق الزيدي لبوش بالحذاء والإهانات عبّر –كما قال أقرباؤه- عن إحباطه من السياسة الأميركية في العراق وجعل من نفسه شخصية مشهورة في العالم العربي بين ليلة وضحاها.
وقالت الصحيفة إن الزيدي كان مغتاظا في السابق من فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب، وقد سبق للزيدي أن عمل مقابلات مع الأرامل واليتامى أثناء عمله صحفيا، وكان قد أسر لأحد المحررين في السابق عن رغبته في مقابلة بوش "وضربه بالحذاء".
ولفتت واشنطن بوست إلى أن مرتادي الإنترنت ومواقع الدردشة قد تبادلوا دعابات عن الحادث معبرين عن سنوات من الاستياء تجاه السياسات الأميركية.
وعلقت الصحيفة قائلة إن الإهانة التي لقيها بوش حولت زيارته إلى فشل في العلاقات العامة، وألقت بظلالها على رسالة البيت الأبيض حول "النصر الوشيك في حرب طويلة ولا تحظى بشعبية".
الأستاذ في الجامعة الأميركية أسعد أبو خليل قال "إن الحذاء الطائر عبر عما يجول في خاطر الرأي العام العربي أكثر من أولئك الدمى الذين يلتقون بوش لدى زيارته للشرق الأوسط".
تهانينا للعراق
وول ستريت جورنال من جانبها اعتبرت في افتتاحيتها تلك الحادثة عنوانا آخر لتحرير العراق، وقالت "تهانينا للعراق: لقد أصبحتم حقا بلدا حرا".
وتعزيزا لفكرة التحرير، دعت الصحيفة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الإفراج عن الزيدي باعتباره مؤشرا على التحرير ورسالة لمنتقدي بوش في الغرب والعالم العربي.
واختتمت بالقول نشك في قدرة العديد من العراقيين على تصور مصير أي صحفي تجرأ على الرئيس الراحل صدام حسين.
صحيفة لوس أنجلوس تايمز وصفت عمل الزيدي بأنه "غير مؤدب"، ولكنها قالت إنه مؤشر على تحقيق التقدم في ما أسمته السياسات العنيفة في العراق.
أما صحيفة يو أس أي توداي فقد تناولت مطالبة الآلاف من المحتجين العراقيين بإطلاق سراح الصحفي الذي هاجم بوش، وقالت إن الزيدي تحول إلى شخصية مشهورة يوم الاثنين في العالم العربي، حيث يقال المثل "عدو عدوي صديقي".