ما قرأت سيرة أحد ممن جنوا ثروات طائلة في حياتهم إلا ووجدت تشابهاً بين ما يقولونه، حتى أنه في بعض الأحيان وجدت تطابقاً في الأقوال والآراء.
فلو سألت مجموعة كبيرة من البشر ومن جنسيات مختلفة، عن النجاح في الأعمال لوجدت أن النسبة الساحقة ستقول لك أن التوفيق أمرٌ يتعلق بالحظ الذي ليس لنا سيطرة عليه، بينما الحظ في الواقع هو مجموعة من الخطوات والأفعال والإرادة التي تتراكم لتؤدي بالنهاية ليأتي الحظ وبالتالي التوفيق حليفنا نحو المال وذلك كما يقول معظم المتربعين على رؤوس الأموال في العالم.
البشر على هذه البسيطة يحصلون على كميات مختلفة من المال ولذلك يفهمون ويشعرون بهذا العالم بطرق مختلفة، ولكي نرتقي لمرتبة الأغنياء علينا أن نغير بأنفسنا من الداخل وعندها سنحصل على مفتاح الثراء السحري.
كان البدائيون قبل الذهاب للصيد يرسمون غزالاً على الرمال ويضربونه بحربتهم ، فقد عرف البدائيون بالفطرة أن لكل عمل قادم لابد من مخطط و تهيئة نفسية، ولم يكن ذلك من السحر في شيء بقدر ما كان قوة إيمان بما هم قادمون عليه وقد كانت تلك الطقوس تساعد حقاً بصيد الغزلان.
كانت القبيلة تطرد من لا يؤمن بأفكارها ومعتقداتها لكي لا يعكر مزاجه التشاؤمي مخططاتها وأهدافها، تماماً كما تفعل الشركات الكبرى اليوم حين تطرد موظفيها الذين يشككون بفريق العمل وإمكانياته.
وقد قال أحد الأغنياء الروس أنه كان يتصرف في بداياته كالغربيين تماماً دون أن يفهم الهدف من ذلك ويضيف أنه يعرف اليوم تماماً لماذا كان يطرد الموظف الذي لا يثق بالفريق، وأصبح اليوم يدرك كم كان الصياد القديم ذكياً، فلو لم تثق القبيلة برجالها الذين يذهبون للصيد لماتت جوعاً، ويضيف إذا لم تكن تثق بنجاح مشروعك ثقة عمياء فالأفضل أن لا تبدأه أبداً، فنجاح أي مشروع قادم مرتبط ارتباطا ًوثيقاً ومباشراً بالإيمان المطلق بنجاحه.
وليس عبثاً محاولتي ربط عادات الشعوب بالنجاح، فقد راقب البشر التحولات والنتائج للأفعال على مدى قرون عديدة، مما أدى للاستنتاج الصحيح لطرق النجاح، ومن الأمثال الروسية " الأغبياء فقط يجدون الكنوز " وقد يبدو هذا المثل للوهلة الأولى في غير مكانه ولكنها الحقيقة، فكم من الأغنياء حصلوا على ثرواتهم نتيجة المغامرة دون التفكير بالعواقب والمخاطر المحيطة بهم وبأعمالهم حين بدئوا مشاريعهم، هذا ما يقصد من المثل على ما أعتقد، أي أنه كلما شككنا بنجاحنا وفكرنا بالحواجز التي قد تصادفنا وحاولنا الدخول بالتفاصيل و تجنبها قبل أن نبدأ كلما خف إيماننا بالنجاح وكلما تأخرنا بمشاريعنا.
العالم يعتمد على تصوراتنا له، فكلما كانت طبيعتنا روحانية أكثر كلما كان نصيبنا من النجاح أكبر، وعلى سبيل المثال كم من الأصدقاء الذين شاركونا المقعد الدراسي وكان مستوى استيعابهم ضعيفاً للغاية و بعد مرور عقدين أو ثلاثة من الزمن نجدهم وقد افتتحوا مشاريع تجارية ونجحوا في تجارتهم، والسبب هو محدودية خيالهم و تصوراتهم للتحديات المقبلة عند البدء بالمشروع.
نلاحظ في كثير من الأحيان أن المشاكل تجر مشاكل إضافية، وكما يقول المثل " المال يجر المال"، فلو تعطلت السيارة سنجد أن الثلاجة ستتعطل في اليوم التالي وستتوالى المصائب واحدة تلو الأخرى، لماذا يحدث ذلك؟؟، وكأن من حلت عليه مصيبة قد فقد المناعة ضد الأعطال والمصائب والحوادث!!، هل نستطيع التحكم بحجم مشاكلنا؟؟ سؤال يطرح نفسه.
بينما في حالات أخرى نستطيع القول عن شخص ما أنه محظوظ للغاية ونلاحظ أن احتمال توارد النجاحات محتمل بشكل كبير، ومنه نجد أن النجاح يجر النجاح كما المصيبة تجر مثلها .
نستغرب هذه الظاهرة ولكن لو فكرنا ملياً ونظرنا لتجارب الآخرين لوجدنا أنه علينا أن نقنع الشخص " غير المحظوظ " بأنه سيوفق بما ينوي فعله وإقناعه أن الحظ سيكون حليفه لنجد أن من يقتنع بذلك سيتحول بشكل غريب لمغناطيس يشد الحظ والتوفيق ويصبح محظوظاً والعكس صحيح، ولابد لي هنا من القول أن الإيمان بالله عز وجل هو أحد الأسباب الرئيسية لتلك القناعة، فكلما زاد الإيمان الروحي بالله جل جلاله كلما وجدت الإنسان نقي الروح وصافي الذهن.
وإذا كان الأغنياء يزيدون غنى والفقراء يزدادون فقراً، ويعول بعض الضعفاء على هذه القاعدة لتمرير نظرية المؤامرة، فعلينا إذاً أن نسأل أنفسنا عن هذا الأمر وإذا ما كان الجواب – نعم المؤامرة – فلماذا إذاً لا يتآمر الفقراء؟؟، أسئلة عديدة ولا جواب لها حتى الآن.
لا تقل عن غيرك كلمة – لا – ، فكم من البشر يكونون في مخيلتهم صوراً وهمية تشاؤمية لما ينتظرهم، فتجدهم عازمين الذهاب لمقابلة مهمة ويشككون بأنفسهم ويتخيلون كيف سيقال لهم – لا – ، وإذا بهم وعند اللقاء يطرحون طاقتهم المتشائمة ليتحسسها الآخر فيجيبهم – لا – تماماً كما تخيلوا، مما يزيد في تشاؤمهم وفشلهم في خطوات لاحقة.
وكم من البشر أقل منهم كفاءة و لكنهم يثقون في نجاحهم ويذهبون وكلهم قناعة أن من سيقابلهم سيقول نعم ويحصلون على ما يريدون.
(حدثني أحدهم يوماً أنه في عام 1998 وقد كانت تعصف بروسيا أزمة اقتصادية حيث ذهب لمقابلة مدير مصنع وكان أمله أن يعمل حتى ولو بواب، وعندما وصل استمع لذلك المدير وفي ذهنه شيء واحد ( أريد أن أكون مديراً لهذا المعمل ) كررها بذهنه في الوقت الذي كان المدير يتكلم حتى سأله ماذا تريد أن تعمل؟؟ فقال بلا تردد مديراً للمعمل ودون تدخل من أحد فأنا لم أعمل يوماً لصالح أحد، كان الجواب أنا صاحب هذا المعمل وأنت ممثلي ومديره فهل توافق؟)، والله يومها لو قال له ستعمل سائقاً لي لوافق.
هل من المعقول أننا نصنع مستقبلنا وحظوظنا بأنفسنا؟؟، نعم أعتقد ذلك فنحن في هذا العالم كما تقول إحدى النظريات نرسل رسائل ذهنية تتكرر في نفوسنا ومخيلتنا على شكل ذبذبات لتعود لنا على شكل أحداث وحقائق نعيشها.
ففي منتصف القرن الماضي قضى فريق من العلماء نحبه بشكل جماعي بالتسمم وقد كانت نتيجة التحقيق آنذاك أن الفريق قد تسمم بماء الشرب فالمياه التي كانت في قارورة على طاولة النقاش هي المادة الوحيدة التي شرب منها كل أعضاء الفريق.
ليأتي العلم اليوم ليثبت أن للماء الموجود حولنا وفي أجسادنا ذاكرة وتاريخ وتأثير مباشر على صحتنا وأفعالنا وقراراتنا، وما حادثة التسمم الجماعي بالماء أثناء النقاش الذي كان فحواه اختراع قنبلة جرثومية وقتها إلا دليل صارخ على أن للماء خصائص تتبدل عبر الصوت الذي تسمعه أو الصورة التي تراها ولن أبالغ لو قلت أن الماء يتأثر بأفكارنا، والكل يعلم كم هي كمية الماء في أجسادنا، ووصلت التجارب لدرجة تصوير مجهري لمياه أخذت عيناتها من مصدر واحد وتم إسماعها كلمات وصلوات وموسيقى وإشعارها بأفكار مختلفة فكانت النتيجة مذهلة لدرجة أن صورة كريستالات الماء عبرت عما سمعته على شكل لوحات رائعة الجمال بعد سماعها صلاة أو تراتيل من كتب مقدسة أو حتى موسيقى بتهوفن وصور قبيحة معتمة بحال شتمت تلك المياه أو أخضعت لسماع كلمات قبيحة.
وإذا ما أردنا الكلام بعيداً عن النظريات والفلسفة والفيزياء، فأستطيع القول أن أمي رحمها الله كانت تقول لي عندما كنت صغيراً بعفوية وإيمان كبيرين:
يا بني على كتفيك ملاكان يرددان دائماً جملة واحدة هي " إن شاء الله " فإن قلت أنا فقير قالوا " إن شاء الله " وإن قلت سأكون غنياً أو ذكياً أو غبياً أو أي شيء رددوا وراءك " إن شاء الله ".
ومنه فما علينا إلا الثقة بما نفعله والعمل الجاد مع قليل من الجرأة والإيمان والحب لنغير مجرى الأحداث التي تحيط بنا سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العام للأسرة والمجتمع وهذا العالم الذي أثقلنا كاهله بالعنف والكره والحروب والتشاؤم.
أردتها دعوة للتفاؤل والحب والأمل، دعوة نرتقٍ من خلالها بثقتنا بأنفسنا وبمن حولنا ولكم الخيار. ● ت
صوير مجهري لكريستالات المياه بعد أن أخضعت لفترة من الزمن لسماع كلمات مختلفة و في الصورة رقم 8 لم تكن تعرض المياه لأي صوت وإنما خضعت لتجربة التفكير بالقرب منها بحب وتفاؤل، مع العلم أن المياه التي في الصور رقم 1-2-3-6-7-8-9-10 من نفس المصدر وتمت التجربة على نفس الكمية ودرجة الحرارة والإضاءة والرطوبة الخ..
1- أنت شيطان 2- أنت ملاك
3- مللت منك سأقتلك
4-مياه ينابيع
5. مياه مرت عبر الأنابيب
6- الصلاة البوذية
7- حب وشكر (لغة إنكليزية)
8- التفكير أمام المياه بحب
9- حب وشكر (لغة المانية)
10- مقطوعة موسيقية لبيتهوفن
11- مياه زمزم