أغنية الشتاء... صلاح عبد الصبور

... عدد المشاركات : 1452 تاريخ التسجيل : 08/09/2008

ينبئني شتاء هذا العام

أنني أموت وحدي

ذاتَ شتاء مثله, ذات شتاء

يُنبئني هذا المساء

أنني أموت وحدي

ذات مساء مثله, ذات مساء

و أن أعوامي التي مضت كانت هباء

و أنني أقيم في العراء

ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي

مرتجف بردا

و أن قلبي ميت منذ الخريف

قد ذوى حين ذوت

أولُ أوراق الشجر

ثم هوى حين هوت

أول قطرة من المطر

و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا

في باطن الحجر

و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه

فلن يمد من خلال الثلج أذرعه

حاملة وردا

ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض

و أن أنفاسيَ شوك

و أن كل خطوة في وسطها مغامرة

و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا

في زحمة المدينة المنهمرة

أموت لا يعرفني أحد

أموت لا يبكي أحد

و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة

مجلسه كان هنا, و قد عبر فيمن عبر

يرحمُهُ الله

ينبئني شتاء هذا العام

أن ما ظننته شفايَ

كان سُمِّي

و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني

و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت

لكنني من يومها ينزف رأسي

الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت

من أجلها خرجت

من أجلها صُلبت

و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ

ترجُّني خوفا

و حينما ناديته لم يستجب

عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت

ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء

لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ

دفئا

لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف

كل غلالي

كل حنطتي, و حَبِّي

كان جزائى أن يقول لى الشتاء أنني

ذات شتاء مثله

أموت وحدي

ذات شتاء مثله أموتُ وحدي

كنني بعثرتُ في مطالع الخريف

كل غلالي

كل حنطتي, و حَبِّي

وليد دائما تتحفنا بكلمات تهز الشعور وتطرب الروح ولكن هنيئا للخريف الذي تتساقط اوراقه عندما بعثرت فيه غلالك الثمينة
وليد غلالك اكبر واثمن من كل ثروات الأرض إن كانت تحمل ما تحمل من حب ظاهر ووراضح بين حنايا القصيدة
شكرا لك

ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض

و أن أنفاسيَ شوك

رغم أن الاختيار..حزين وحزين جداً .. إلا أنه اختيار جميل وموفق .
وليد ..سلمت يداك .

ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء

لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ

شكرا يا وليد

طبعا وليد أختيارك لصلاح عبد الصبر إنما يدل على زوقك المرهف
وحسك الجميل شكرا لك

مع المطر رأيت القصيدة
هدوء في الخارج لولا صوت المطر
تنبأت أن القصيدة ستعطي اليوم سهرتي رونقاً آخر
أتركها إلى ما بعد منتصف الليل .. لأقرأها مرة أخرى مع فنجان قهوتي وهدوئي وسكون ليلي
شكراً لك يا صديقي الغالي

وليد انا جالس وفي الخارج مطر والجو دافئ في غرفتي وكنت احس بنقص لا ادري ماهو

ولكن عندما قرات قصيدتك شعرت اني وجدت ما ابحث عنه
فشكرا لك من اعماق قلبي

» عندك شي.. أغنية.. فيلم.. .مشهد..تخبّرنا عنه؟؟