تنص إحدى الطرائف المنشورة في كتاب "شمسات شباطية" للأديب الراحل بو علي ياسين على أن مذيعة تلفزيونية أجرت لقاءً مع المطرب مروان حسام الدين في ليلة رأس السنة 1993/ 1994، وأثناء ذلك طلبت منه أن يغني للمشاهدين أغنية ما، ففعل، وحينما انتهى قالت له: يسلموا هالديَّـات!
2- ويبدو أن ذكاء مذيعينا ومذيعاتنا ليس أمراً جديداً أو طارئاً، فأنا شخصياً سمعتُ قصصاً كثيرة عن هذا الذكاء المنقطع النظير. منها أن إحداهن أرادت، ذات مرة، أن (تنوِّع) في طريقة التقديم، وعوضاً عن أن تقول: أقدم لكم الفنان وديع الصافي في أغنية " قديشنا صحبة أنا والبير "، قالت: أعزائي المستمعين، والآن أترككم مع وديع الصافي وصديقه ألبير! .. وقد زعم أحد المستمعين المتابعين الذين لا يسمحون لخطأ من هذا القبيل أن يمر مرور الكرام أنه اتصل هاتفياً مع الفنان الكبير وديع الصافي، وحَلَّـفه بالغصن الذي يقف عليه العصفور، ولبنان الأخضر الذي يشبه قطعة من السما، عما إذا كان يوجد بين أصدقائه شخص يدعى ( ألبير )، فأجابه بالنفي القاطع!
3- نحن شعب محظوظ. صحيح أن الأرض لدينا لا تنبع نفطاً، وليس لدينا فلزَّات ثمينة، وأراضينا الزراعية لا تعطي أكثر مما نحتاجه، وأحيانا لا تكفي لحاجتنا فنضطر للاستيراد،.. ولكن المسؤولين لدينا، بذكائهم الذي يوشك أن يطوف على رؤوسهم، أغلى على قلوبنا من النفط والفلزات والثروة الزراعية والحيـوانيـة!
ففي ذات سنة، من سبعينيات القرن الماضي، قرر أحد هؤلاء المسؤولين أن يجري في التلفزيون التجربة التالية: يدخل إلى الاستديو فنان (ممثل أو ممثلة) ويجري حواراً مع فنان آخر (مطرب أو مطربة)، وبهذا يكون دور المذيع قد اختُصر واستُبعد.
بعد ثلاثين عاماً من هذه التجربة العجيبة، حدثني فنان مخضرم، معروف بخفة ظله، قال:
- أنا طلعت بحظي مطربة صوتها يشبه صوت الدجاجة التي علقت في مؤخرتها بيضة كبيرة، فلا هي قادرة على إخراجها بقوة الدفع، ولا هي قادرة على إعادتها إلى حيث كانت! باختصار: نشاز في نشاز. وقد سألت نفسي يومئذ: يا ترى كيف اعتمدوها مطربة؟ فقالت لي نفسي: بأولادي وبما أرتجي من الله لا أعرف.
المهم، قالوا لي: تفضل يا فلان، حاورْها في تجربتها الغنائية.
ولأننا موظفون، رَفْضُنا الأوامر يعني أن نكش بره الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فقد رضختُ لطلبهم الغريب قائلاً لهم: حاضر.
حينما أصبحتُ مع المطربة وجهاً لوجه، داخل الاستديو، والأنوار تنهمر على وجهها المصبوغ بالمكياج، وعلى وجهي المتعب من قلة الشغل والدخل، وعلى صلعتي المتلامعة، أخذتُ أمتدح صوتها الرخيم وأداءها المتميز، وإحساسَها بالكلمة.. إلى آخر قائمة هذه العلك الفارغ. وفجأة خطر لي خاطر، فقلت لها:
- ما رأيك أن نجري أنا وأنت تجربة فريدة؟!
لم تكن كلمة ( أوكي ) في تلك الأيام شائعة بين الناس، ومع ذلك قالت لي: أوكي أستاذ، نجري التجربة التي تريدها.
فقلت لها: ها نحن قد استمتعنا، والمشاهدون استمتعوا معنا، بصوتك الرخيم، وأدائك المدهش، فما رأيك لو تقدمين لنا أغنية ما بشكل ناشز؟
ضحكت حتى كادت تقع على الأرض ساحبة وراءها لاقط الصوت المعلق في صدرها، وقالت لي باستهزاء: الله يسامحك يا أستاذ، انا أغني نشاز؟
قلت: أنا لم أقل ذلك، ولكنها تجربة، أيش بتخسري؟ جربي.
ومن كان له قلب فليضحك على تلك المطربة الناشزة أصلاً وهي تحاول، (قال: تحاول) أن تغني نشازاً!!!
4- يحكى عن المطربة المتميزة صباح ( جانيت فغالي ) أنها من هواة القراءة والمطالعة، تقرأ بشكل يومي، وفي أمهات الكتب القديمة والمعاصرة، ومن ثم فإنها تمتلك ثقافة جيدة جداً.
أحد مذيعينا الذين يشتغلون على مبدأ "كله عند العرب صابون" ذهب ليقابل صباح ولديه اعتقاد بأنها مثل غيرها من مطربات هذا العصر، فراح يسألها أسئلة من قبيل (هات يدك والحقني). ويبدو أن الصبوحة انتبهت إلى غبائه وتسطحه، فراحت تجيبه على أسئلته إما بصراحة غير معتادة في مثل هذه الحوارات، أو بسخرية تحتاج إلى ذكاء أكثر مما يمتلكه هو لكي ينتبه لها.
قال: يقولون إنك تتزوجين كثيراً.
قالت له: على علمك هل توجد امرأة طبيعية لا تحب الرجال؟!
قال: ماذا تفعلين في أوقات الفراغ؟ هل تقرئين شيئاً حتى ولو من قبيل قتل الملل؟
قالت: أنا إنسانة مبسوطة في حياتي، وليس عندي ملل لكي أقتله. ومع ذلك فأنا أقرأ.
قال: شو عم تقري حالياً؟
قالت: كتاب "الوجود والعدم" لجان بول سارتر.
قال المذيع من دون أن يدري: آ؟
ويبدو أنه أحس بدخوله إلى منطقة الألغام، فانتقل إلى السؤال اللاحق، قال: الحقيقة أنا والمستمعون لنا عليك عتب، هو التالي: كل المطربين الملتزمين بقضايا أمتهم العربية غنوا للوطن، إلا أنت. لماذا لم تغني للوطن؟
قالت صباح: الله يسامحك يا خيي، أنا أول الناس الذين غنوا للوطن.
قال: بالله؟ وماذا غنيت؟
قالت: أكلك منين يا بطة!
5- معلق رياضي عتيد افتتح تعليقه على إحدى مباريات الدوري العام لكرة القدم بقوله: هذه المباراة لا يمكن أن تكون من طابقين.
وحقيقة فإن عبارته هذه قد أثارتني، واضطررت لمتابعة المباراة حتى نهايتها، عساي أفهم ما معنى أن تكون المباراة من طابقين، ولكنني عجزت عن ذلك!
6- معلق رياضي اعتاد أن يهز رأسه أثناء التعليق، ويشوبر بيديه، حتى ولو كانت الكاميرا بعيدة عنه، استهل تعليقه على إحدى مباريات الدوري السوري بقوله إن هذه المباراة هي من النوع (المسمار) وكرر هذه العبارة أكثر من عشرين مرة أثناء التعليق. هذا المعلق عُرف عنه تعلقه بالعبارات المقعرة التي لا يجوز استخدامها في ملاعب كرة القدم، من مثل قوله (المدافع فلان يبعد هذا الخطر الداهم)، و(اللاعب علان ينبري للكرة).. إلخ
7- في برنامج " طريق النجوم " سألت المذيعة أحد هواة الغناء عما إذا كان على معرفة بالنوطة الموسيقية. فأجابها بالنفي. قالت له: حاول. قال: لا داعي للمحاولة، فأنا واثق من أنني لن أعرف. فعلقت: الثقة بالنفس مليحة!
ــــــــــــ