مصر - من المرجح أن تؤجج وثيقة عمرها 85 عاماً تمّ العثور عليها في أرشيف المعهد الشرقي الألماني في برلين الخلاف بين ألمانيا ومصر حول الملكية المتنازع عليها للتمثال النصفي الشهير للملكة نفرتيتي الذي يعود تاريخه إلى حوالي 3400 عاماً.
وتكشف الوثيقة، التي كتبت في عام 1924، تفاصيل عن أن عالم آثار ألماني يدعى لودفيج بورشاردت قام بوضع تمثال الملكة نفرتيتي النصفي على قائمة الأشياء التي عثر عليها أثناء وجوده في مصر في عام 1913.
وعلى أية حال فقد قام بورشاردت بإخفاء القيمة الحقيقة للتمثال ووصفه بأنه قطعة من الجبس لا قيمة لها. ثم قام بلف التمثال وإخفائه بغرض خداع كبير مفتشي الآثار في ذلك الوقت جوستاف ليفبفير.
وبعد ظهور تقارير عن الوثيقة في الصحافة البريطانية في أوائل شهر شباط/ فبراير، أعرب مسؤولون أثريون في مصر عن استيائهم الشديد. ويُعد هذا التمثال الأثري، الذي هو في الواقع مصنوع من الحجر الجيري القيم، الآن أحد أعظم الاكتشافات من العصر الفرعوني حيث يجذب نصف مليون زائر سنوياً إلى المتحف المصري ببرلين.
وعلى الرغم من أنه كان هناك اتفاق في أوائل القرن العشرين بين البلدين ينص على اقتسام الآثار، إلا أن الوثيقة، التي كتبها شاهد على حيلة بورشاردت، ذكرت أن عالم الآثار الألماني كان يهدف إلى حصول "ألمانيا" على التمثال. وقد استطاع بورشاردت تهريب التمثال إلى ألمانيا حيث ظل التمثال الشهير هناك منذ ذلك الحين. وقد طالبت مصر المسؤولين الألمان مراراً وتكراراً بإعادة التمثال، ولكن ظهور دليل على أن التمثال "قد خرج من البلاد عن طريق الغش والخداع" عزز ودعم ادعاء القاهرة.
ومن جانبه صرح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر زاهي حواس قائلاً "توجهت برسالة، بعد أن قرأت المقالة مباشرة، إلى رئيس المعهد الشرقي الألماني، أطالبه بالحصول على نسخة من الوثيقة، التي إذا ثبتت صحتها سنعمل بكل قوة مع الحكومة الألمانية لاستعادة التمثال".
وعلى كل، فقد كان رد فعل مسؤولي الآثار الألمان أقل من المتوقع حيث قالوا أنه يجب إلقاء اللوم على مصر بسبب فقدانها للتمثال. وقال كبير علماء المصريات في ألمانيا ديتريش فيلدينج أنه بغض النظر عن الطريقة التي جاء بها إلى هنا فالتمثال ملك لألمانيا الآن. كما وافق المتحدث باسم المعهد الشرقي الألماني على هذا الحديث قائلا أنه كان يجب على مفتش الآثار في عام 1913 أن ينظر عن كثب. وأضاف "لا يحق تقديم شكوى الآن بشأن صفقة تمّ عقدها منذ زمن طويل".
(وكالة الصحافة الفرنسية، هيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي، صحيفة التايمز)