أنت ...أو لا أحد!لملمت حقائبي وبقايا أحلامي وقررت الرحيل!!
أنا لا أكتب إليك الآن طمعا في أن تحاول ثنيي عن قراري هذا فأنا على يقين تام أنك لن تفعل
وبكل الصدق الذي يتحلى به حبي لك أتمنى لو تفعل!
لقد فكرت كثيرا قبل أن أكتب إليك مودعة لعلمي بأنك لن تكترث... لن تذرف دمعة واحدة على فراقي ولكنني أحببت أن أخفف عن عينين أنهكمها شلال الدمع على فراقك... وعن قلب مزقته لحظات الفراق هذه.
لن أهتم لفتور مشاعرك لحظة الوداع فهي لم تكن حارة ولا حتى دافئة في يوم من الأيام... وأعرف أنك لن تكلف نفسك عناء المجيء لوداعي ومع هذا أصمم على وداعك.
سأقبلك قبلات الوداع محتملة آلام الأشواك التي يغرسها وصالك على شفتي وفي قلبي... فحاول للمرة الأخيرة ألا تشيح بوجهك عني
!
حبك كان أكبر حقيقة في حياتي ... لم أكن أخشى التصريح به والإعلان عنه في كل مناسبة ... كيف لا وقد تربيت على حبك... الكل شجعني على اقتراف هذه الجريمة إما بالتزييف أو السكوت أو حتى الإجبار وكنت سعيدة بكل لحظة تمر أكبر فيها بين يديك لأني كنت أدرك أنني سأكون أكثر نفعا لك.
منذ أن فتحت عيني على حبك قررت أن أعطيك كل شيء علّك ترضى وتبادلني الحب... ولكني عرفت طعم الغربة المر في أحضانك... لم أستسلم وزدت البذل فزاد إعراضك عني.
كنت أتمنى أن أكون ساعدا تبني به مستقبلك... ومع علمك بحاجتك إلى ذاك الساعد كنت مصمما على قطعه.
نمّيت كل موهبة لدي أملا في أن تكون فيها لك منفعة ... ولكنك أصريت على سد كل الأبواب في وجهي.
وبنيت عقلي ...هذبته وثقفته عله يبرع في التفكير فيك وفي مستقبلك .... فاجتهدت في تجميده وأنت تعلم كم أنت بحاجة إليه.
طموحاتي ؟! كنت هدفها.... وتدميرها كان هدفك!
ومستقبلي رهنته بمستقبلك ونجاحك .... فحولته رهينة حبيسا لديك ورفعت ثمن الفدية!
حلمت بأطفال أنجبهم ليكونوا سندا لك ... فلم توفر سبيلا لإجهاضهم لا بل بخلت على من نجى منهم بأي مستقبل!
اجتهدت في الوفاء لك ...وانغمست في ملذاتك مع من لا يرون فيك إلا ثروة تغتنم وفريسة تصاد! كنت مستعدة أن أستميت دفاعا عنك ... وتحطيما لأعدائك ... وانشغلت أنت بمحاربتي وتحطيمي!
هناك آخر؟؟ نعم! عرفت آخر... سمحت له بالدخول حين أدركت أنك مصمم على المغادرة دون عودة!
أعرف تماما أنه لن يجعلني ملكة قلبه ... ولكنه على الأقل لن يستعبدني كما فعلت أنت!
أ
درك أنه لن ينشر صوري على جدرانه ... ولكنه لن يمزقها بالقسوة التي مزقتها أنت فيها!
أ
عرف أنني لن أكون كل شيء في حياته...لست الوحيدة... ولكنني بالتأكيد سأكون شيئا ما بعد أن صرت عندك لا شيء! أكيدة أنني سأكون في قائمة عشيقاته... تلك القائمة التي أسقطتني منها عمدا وإصرارا!
لقد وعدني بقليل من الحب ... ولم تعدني أنت بشيء!
أخبرني أن مستقبله هو مستقبلي كذلك... ولا مستقبل لي معك!
قبلني دون عذرية حتى ... وأنت جعلت عذريتي عارا علي ! ويريد مني الكثير من الأطفال... أعرف ليس حبا بي وبهم ... ولكنه على الأقل يريدهم ... وأنت لا تهتم حتى بمعرفة وجودهم!
سأهجرك إليه ... سأرتمي في أحضانه ... سأدرب قلبي على حبه وإن لم يفعل فسأجبره على ذلك ... سأدفئه بعواطفي وحناني ... مابقي منها مما لم تستنزفه أنت!
سأهجرك...سأفرد جناحي وأحلق بعيدا في سماء لا تظلّك... فسماؤك ملأتها بالغيوم السوداء لتحجب نور الشمس عني!
سأهجرك.... نعم سأهجرك وأنجح معه فيما فشلت فيه معك... ولا تراهن على عودة سريعة إليك فقد سددت كل دروب العودة بصخور أصلب منها قلبك!
حبيبي!... تبا ما زلت لا أتقن تسميتك بغيرها ... لساني لم يعتد في خطابك غيرها... روحي لم تكن تعيش بغيرها... لذا سأبتعد عنك علك تراني يوما كما أنا... علك تدرك ارتباط وجودك بوجودي ... علك تقدر قيمة حبي... عندها أعدك... مهما طال الزمن وطال انتظاري...أنني سأسارع بالعودة إليك وأبذل في سبيلك أكثر مما بذلت قبلا... وأعطيك أكثر مما أعطيتك قبلا... فأنت تسكن روحي ... وحبك هواء أتنفسه... نوارس قلبي لا تحب إلا شطآنك ... وعيوني لا يمتعها ويغريها إلا جمالك ... ولن أحس بالدفء يوما إلا في أحضانك ...أنت أولا ... وأنت آخرا... أنت أولا أحد... لا أحد!!