شريف...ذلك الانسانُ الغامض المنطوي خلف معانِ الحياة الجبارة...ذلك الحبل الشامخ...ذلك المفكر البناء صاحب الحلمِ الدفين... شريف وبكل بساطة...انسانٌ وبكلِ معاني الانسانيةَ..
فهو يدخل معركة الحياة رافعاً بيديه الراجفتين... عَلَمَ الإنتصار...سواءَ انتصر أم لا... فهو شريف الذي يرى الحياة من منظار الوطن ويرى الوطن من منظار الحياة...
لا يأبهٌ للموت...
ولكنه يخشى العقاب... يخشى أن ينتهي به يومٌ مظلم...
داخل صندوقٍ خشبي مرصعٍ بخطاياه..
علمني شريف اليوم أن الانسان يعني وطن وأن الوطن يعني انسان...
علمني أن الحب والعطاء...سلاحٌ ذو حدين...
علمني أن الانتماء للوطن ليس نموذجاً من نماذج الحياة الروتينية...بل هو شعورٌ وتضحيةٌ ومقاومة...
علمني أنه ينبغي على كل طفلٍ رضيع... كل شيخٍ مريض... كل إمرأةٍ حرة... وكل شابٍ حالم... أن يعيش على هدفٍ يبني عليه أساس الوطن... يعطي الوطن كما أعطانا...يحميه كما حمانا...
علمني انه ينبغي علينا أن نعشق الوطن ونعيش في بوتقته ليعيش في قلوبنا... فالوطن هو الانتماء...والوطن هو الحب...والوطن هو الإخلاص... وبالتالي ...الوطن هو الإنسان....
شريف...ذلك الوحش الشرس...ما هو إلاْ عبارةً عن عواطف دفينة لم يستغلها أي انسان... فحياته مبدأ...
و أغلاطهُ مبدأ... ونزواتهُ أيضاً مبدأ...
فما أغرب ذلك الإنسان الذي يرى نفسه على أنه لفافة تبغٍ تذوب يوماً تلو يومٍ بين يدي عجوزٍ هرم...
يستلذ بسيجارتهِ الأبدية التي لن يفرغ منها حتى يشعرَ بكل ذرة نيكوتين تدخل إلى دمه وتختلط بذلك الدمِ النقيِ الوطني...
فعلاً ... شريف لفافة تبغٍ تذوب مع مدى الأيام... ولكن سراب رمادها يتناثر ليندمج في أرض الوطن
ولتسقيه دماء شريف الطهارة النقية بكل تضحيةٍ وإخلاص...
فهذا هو عالم شريف... تراب الوطن...
***************************
وأسأل نفسي اليوم مراتٍ ومرات ذات السؤال...
أين شريف اليوم..وأين ذهبت به الحياة...؟؟
وهل مازال يعشق أرض الوطن ... هل مازال مخلصًاً ومحباً لها ؟
فالوطن يفتقده... يفتقد أحبائه ومخلصيه... كأمثالِ شريف...
...فشريف خرج ولم يعد...!!!
منقول سيريا نيوز