Dreams way
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Dreams way

منتدى طريق الأحلام ..ملتقى الكلمة الطيبة والحلم الراقي .. أهلاً بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبيقور...فلسفة اللذة والألم

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حالمة بالحرية
فريق الأحلام
فريق الأحلام
حالمة بالحرية


عدد المشاركات : 349
تاريخ التسجيل : 11/09/2008

أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty
مُساهمةموضوع: أبيقور...فلسفة اللذة والألم   أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty01.08.09 14:20




لا تخفى أهمية أبيقور في تاريخ الفلسفة الإنسانية وتأثيره في الكثير من إتجاهاتها قديما وحديثا. فالمذهب الذي اجترحه شكل ولايزال أداة مهمة ليس فقط من أجل إعطاء تصور للعالم بل و تغييره، فمفهوم الفلسفة عند أبيقور أداتي محض، كما سيجيء في الفقرات القادمة ، قد يختلف معه الكثيرون، وهذا من طبيعة الأشياء، لكن لا أحد يستطيع إنكار صمود الكثير من أفكاره رغم القرون التي تفصلنا عنه. واختيارنا لأبيقور نابع من أسباب كثيرة أهمها تصوره الديموقراطي للتفلسف، إذ أن مدرسته، التي افتتحها في حديقة بيته، ولذلك سمي هو وأتباعه ب: “فلاسفة الحديقة “، لم تستثن أحدا من نساء ورجال وعبيد وأطفال. يقول بهذا الصدد**: ” لا يـتأخرن أحد، وهو شاب، عن التفلسف، ولا يتعبن من التفلسف عجوز: مادام الحصول على صحة الروح غير مرتبط بقلة نضوج أو بكثرته. ومن يقول أن عمر التفلسف لم يصل بعد أو أنه أزف، فهو كمن يقول أن عمر السعادة قد مضى أو أنه لم يحن بعد.” ونلاحظ، من خلال هذه الشذرة، المفهوم الذي يمنحه أبيقور للفلسفة باعتبارها أداة غايتها بلوغ السعادة والتخلص من الآلام الروحية أو الجسدية، وليس التفلسف في حد ذاته. وهذا ملمح من ملامح الفلسفة ما بعد أرسطية التي لا ترى في البحث أو التأمل غاية في حد ذاتها، بل تلحقهما بالهدف العملي للفلسفة. يقول أبيقور : ” لو لم يقلقنا تفكرنا في أشياء السماء والموت وعدم معرفتنا بحدود الآلام والرغبات، لما كانت لنا حاجة إلى دراسة علوم الطبيعة..”
هذا التصور الأداتي أو الوظيفي للفلسفة سيتم استعادته، في العصر الحديث، من طرف كارل ماركس الذي يرى أن على الفلسفة أن لا تتوقف عند حدود تفسير العالم بل يجب أن تسعى إلى تغييره، و معروف أن أطروحة ماركس من أجل نيل درجة الدكتوراه كانت حول أبيقور وديموقريط.
وللوصول إلى السعادة يصف أبيقور “دواءا رباعيا” يتمثل في التحرر من أربعة أشياء:
ـ تحرير بني البشر من الخوف من الآلهة و ذلك بالبرهنة على أن هؤلاء بسبب طبيعتهم المباركة وعيشهم في سعادة مطلقة لا ينشغلون بمشكلات الإنسان. وتدخلهم في عالم بني البشر، سيكون منافيا لطبيعتهم، و ستترتب عنه واجبات عليهم القيام بها اتجاه الإنسان وهذا يتنافى مع طبيعتهم ككائنات حرة و سعيدة لا واجبات لديها و لا مسؤوليات، و على الإنسان الحكيم أن يغبطهم لذلك ويجلهم بدل الخوف منهم. وفي هذا المعنى يصف أبيقور الألوهة بكونها لا تنشغل بالغضب أو الرفق، لأن هذه من صفات الضعفاء، أي بني البشر: ” الكائن المُطلقُ السعادة، الذي ليس إلى زوال، لا يكون مصابا بالقلق ولا يسببه للآخرين. لا يشغله الغضب إذن ولا العطف. لأن هذه الإضطرابات توجد، فقط، لدى الضعيف. “
ولكي يبرهن على أن الآلهة لاتتدخل في شؤون العالم يتطرق إلى مشكلة الشر الذي يأتي إلى العالم على شكل كوارث طبيعية وأمراض فتاكة يحار الإنسان في تفسير علتها ويمنحها تفسيرات غالبا ماتكون ذات طابع تطيري، بسبب عدم توفره على الأدوات المناسبة لتمحيصها ومعرفتها. يقول الأبيقوريون:
الألوهة إما أنها تريد أن تقضي على الشرور ولكنها لا تستطيع أو أنها تستطيع ولا تريد أو أنها لا تستطيع ولا تريد أو أنها لا تريد ولا تستطيع أو أنها تريد وتستطيع. إذا كانت تريد ولا تستطيع فهي عاجزة و الألوهة لا يمكنها أن تكون كذلك.
إذا كانت تستطيع ولا تريد فهي غيورة و الألوهة لايمكنها أن تكون غيورة.
وإذا كانت لا تريد ولا تستطيع فهي غيورة وعاجزة و بالتالي فهي ليست ألوهة.
أما إذا كانت تريد وتستطيع، وهو الشيئ الوحيد الجدير بالألوهة، فمن أين إذن تأتي الشرور إلى الوجود ولماذا لا تقضي عليها؟

ـ تحرير بني البشر من الخوف من الموت وذلك بالبرهنة على أنها لاشيء بالنسبة لهم. ” حين نكون نحن لا تكون الموت، وحين تكون الموت لا نكون نحن “ ولفهم هذه الشذرة فهما صحيحا ينبغي وضعها في إطار طبيعة المذهب الأبيقوري ذاته المبني على الحس أو الإحساس، الذي يعطيه أبيقور تفسيرا فيزيائيا، إعتمادا على نظرية ديموقريط، أي أن الأحاسيس تنتج داخل الإنسان انطلاقا من تدفق الذرات التي تنفصل عن سطح الأشياء وتنتج جراء ذلك صورا تكون مشابهة للأشياء التي انفصلت عنها. من هذه الصور إذن تأتي الأحاسيس و عن الأحاسيس تصدر التمثلات الخيالية التي تنتج بدورها عن المزج بين صورتين اثنتين، السنتور، الكائن الخرافي، هو مثال على هذا لأنه يمزج بين صورة الإنسان والحصان. ومن الأحاسيس المتكررة والمخزنة في الذاكرة تأتي التمثلات العامة أو المفاهيم ويطلق عليها أبيقور المقدمات. هذه المقدمات هي التي تمكننا من استباق الأحاسيس المستقبلية، فحين نقول ” هذا إنسان” فهذا يعني أن لدينا تصورا مسبقا عن الإنسان ناتج عن الأحاسيس السابقة. وإذن فالموت هو انتفاء للأحاسيس بسبب انفصال الذرات وعودتها إلى طبيعتها الأصلية. يقول أبيقور: ” الموت لاشيء بالنسبة لنا: لأن ما هو مندثر فاقد للحس، وماهو فاقد للحس لاشيئ بالنسبة لنا.”
ـ البرهنة على أن حدود اللذة متاحة، بمعنى سهولة الوصول إلى اللذة ذاتها. واللذة هي حجر الأساس في فلسفة أبيقور، حتى أن مفهوم الخير يقترن باللذة، فهي المعيار الذي يقيّم به الأبيقوري الخير و الرفض والقبول، فالإنسان يسعى إلى اللذة ويتفادى الألم. ولا يجب فهم اللذة على أنها الشهوانية و الشبق، فاللذة تخضع للحساب الدقيق والحذر. يقول أبيقور في رسالته إلى مينيسيوس: ” عند كل لذة يجب طرح سؤال: ماذا سيحصل إذا تم إشباع هذه اللذة؟ ماذا سيحصل عندما لا يتم إشباعها؟ فقط الحساب الحذر للملذات يمكن الإنسان من الإكتفاء بذاته و لا يتحول إلى عبد للحاجات وللقلق بشأن الغد. وهذا الحساب لا يمكن رده إلا إلى الحكمة، فرونيسيس. و الحكمة أيضا أثمن من الفلسفة، لأن منها تأتي كل الفضائل و بدونها تصير الحياة من دون عذوبة، ولا جمال، و لا عدالة. ”
واللذة نوعان: اللذة الثابتة و اللذة المتحركة. اللذة الثابتة هي التي تتمثل في انعدام الألم، واللذة المتحركة هي التي تتكون من الفرح والإبتهاج. والسعادة، عند أبيقور، في اللذة الثابتة أو السالبة أي عندما لا تشعر بالألم أو بالقلق. ويعرفها بالأتاراسيا أو انعدام القلق، والأبونيا أي انعدام الألم. ويرد أبيقور على الذين يقولون باللذة الموجبة، أي المتحركة، بمقولته : ” ذروة اللذة في القضاء الخالص والبسيط على الألم.”
ـ البرهنة على أنه لا يمكن بلوغ الحدود القصوى للألم ، بمعنى أنه، أي الألم، مؤقت و وجيز. وفي هذا الإطار يقول أبيقور:”
لا تستديم في الجسد الآلام، وتلك القصوى تبقى الوقت الأقل، ولا يستمر أياما طويلة ذلك التألم الذي لا يفوق اللذة الجسدية إلا قليلا: بل على العكس من ذلك الأمراض الطويلة لها من اللذة في الجسد أكثر من الأوجاع.

وهكذا يتبين أن الفلسفة عند أبيقور لا تخرج عن إطار المخاوف و الإنشغالات التي يمكن أن تعرض لأي كان، في أي مكان وزمان. الإنشغال بالعالم الآخر، الخوف من الموت، البحث عن اللذة، الهروب من الألم..إلخ وبالتالي لكل الحق في الإدلاء بدلوه في طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة. فلسفة أبيقور من الإنسان وإلى الإنسان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mai
فريق الأحلام
فريق الأحلام
mai


مكان الإقامة : : سوريا
عدد المشاركات : 1861
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبيقور...فلسفة اللذة والألم   أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty01.08.09 15:32

شكرا لك حالمة
لطالما أحببت كل ما يتعلق بالفلسفات والفلاسفة
وطبعا ما قدمته من عرض وشرح لفلسفة أبيقور كاف ووافي
وهذه هي حال معظم الفلسفات
ومعظم الأبحاث تقوم على البحث عن الخلود وعن فكرة البقاء التي من خلالها تتحقق اللذة فشكرا لك
موضوعا قيما وجميلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ainaljrn.com
بن الضيعة
فريق الأحلام
فريق الأحلام
بن الضيعة


عدد المشاركات : 2627
تاريخ التسجيل : 24/09/2008

أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبيقور...فلسفة اللذة والألم   أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty01.08.09 18:24


د.حالمة ...

شكرا لهذا العرض الجميل ... والمفيد

لك كل التحية والتقدير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://d-way.freehostia.com/abnaldi3a.htm
shatha
فريق الأحلام
فريق الأحلام
shatha


عدد المشاركات : 509
تاريخ التسجيل : 01/11/2008

أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبيقور...فلسفة اللذة والألم   أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty01.08.09 23:38

يسعد أوقاتك ياصديقة
استمتعت جدا بقراءة المساهمة ..لكن أكثرما أمتعني هو هذا المقطع

اقتباس :
الألوهة إما أنها تريد أن تقضي
على الشرور ولكنها لا تستطيع أو أنها تستطيع ولا تريد أو أنها لا تستطيع
ولا تريد أو أنها لا تريد ولا تستطيع أو أنها تريد وتستطيع. إذا كانت تريد
ولا تستطيع فهي عاجزة و الألوهة لا يمكنها أن تكون كذلك.

إذا كانت تستطيع ولا تريد فهي غيورة و الألوهة لايمكنها أن تكون غيورة.
وإذا كانت لا تريد ولا تستطيع فهي غيورة وعاجزة و بالتالي فهي ليست ألوهة.
أما إذا كانت تريد وتستطيع، وهو الشيئ الوحيد الجدير بالألوهة، فمن أين إذن تأتي الشرور إلى الوجود ولماذا لا تقضي عليها؟
هو سؤال جدلي ..وأزلي ..قديم قدم الإنسانية ذاتها
ف منذ أن تفتح عقل البشرية على صراع ثنائي محوراه الخير- الشر
وهذا السؤال يجلجل في رؤوسنا حتى اللحظة ..سواء توارى ..أو تجلى تحت مسميات مختلفة .
نيكوس كازانتزاكي يتسائل في رواية القديس فرانسيس الصقلي ..على لسان البطل
: (ما دام الله لم يخلق لنا أجنحة لماذا يدفعنا إلى الطيران ؟؟؟)
حالمة ..رائعة باختيارك كالعادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mohannad
الإدارة
Mohannad


مكان الإقامة : : لامكان لاوطن
عدد المشاركات : 2983
تاريخ التسجيل : 27/08/2008

أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبيقور...فلسفة اللذة والألم   أبيقور...فلسفة اللذة والألم Empty03.08.09 1:01

في كل يوم وبعد أنقضاء يوم متعب تروقني القراءة والصمت في عالم المقالات القصية والهادفة التي أجدها بالنت
واليوم مقال رائع في عقر دارنا
حالمة يا صديقتي
طريقة السرد الهادئة الواضحة في المقال جذبتني لأعيد قراءته مرة أخرى
السعادة واللذة لم تكونا يوماً على نفس السوية في المقام
السعادة تختلف إختلافاً كلياً عن اللذة ولكن اللذة سرقت من بعض مفهوم السعادة
لهذا تتسم اللذة في نظري بصفة اللصوصية وإحتراف التلاعب بالخيال
أما عن مفهوم العلاقة بين الموت والحياة
يقول أبقراط ( طالما أنا في الوجود أنا موجود .. وعندما أصبح في اللوجودة فأنا في اللاوجود ! )
عمل الباحثون والمتدينون كثيراً عل فك رموز الموت وقليل ممن عمل على فك رموز الحياة
لذا ثقافتنا دائماً هي ثقافة الموت !
أما عن مفهوم العلاقة مع الآلهة !
إذا كانت الآلهة تعلم من نحن قبل أن نخلق وماذا سنفعل وكيف سيكون مصيرنا ومن منا المؤمن ومن هو الكافر
بكل طفولة أقول : لماذا خلقتنا ؟!!
شكراً حالمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبيقور...فلسفة اللذة والألم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لحظات الصمت والألم
» فلسفة الألم ( الألم السلبي ) ... ندرة اليازجي
» فلسفة الألم ( الألم الرومانسي ) ... ندرة اليازجي
» فلسفة الألم ( الألم الإنساني ) ... ندرة اليازجي
» فلسفة الأعجاب والحب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Dreams way :: ساحة تبادل المعارف :: قسم علوم الإجتماع والنفس والصحة العامة-
انتقل الى: