Dreams way
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Dreams way

منتدى طريق الأحلام ..ملتقى الكلمة الطيبة والحلم الراقي .. أهلاً بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عالم الإنترنت بين الواقع والافتراض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mai
فريق الأحلام
فريق الأحلام
mai


مكان الإقامة : : سوريا
عدد المشاركات : 1861
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

عالم الإنترنت بين الواقع والافتراض Empty
مُساهمةموضوع: عالم الإنترنت بين الواقع والافتراض   عالم الإنترنت بين الواقع والافتراض Empty06.09.09 9:54

نستخدم مصطلح الدخول (sign in) لتصفح عالم الإنترنت، وطبعا ندور وندورفي ذلك الفلك ونبحث ونقرأ ونتكلم ونرسل ونستقبل وإلى ما هنالك من أمور، ولكن ألم يتوقف أحدنا ليتساءل:

هل ندخل إلى عالم الإنترنت عبر شاشاتنا الصغيرة ولوحات الأزرار السهلة الاستعمال؟ أم هو يدخل حياتنا ببحوره ومحيطاته وعالمه الخاص اللامتناهي والذي لا حصر له؟!

معظمنا دخل ليرى ويستكشف ماهو هذا العالم القائم وراء تلك الشاشة والمتحرك بتحكمنا بأزراره وخياراته، والمتجاوب لطلباتنا ورغباتنا وطموحاتنا في المعرفة والاستكشاف.

وقد يكون البعض ولج هذا العالم بحكم عمله، والبعض الآخر ليتواصل مع ذويه في بلاد الاغتراب، باعتبار الإنترنت أحدث وسيلة اتصال حاليا، وهناك من دخله للتسلية أو للتثقيف أو لمتابعة الأخبار و الأمور التي يهتم بها.

ولكن الكل يعرف أن هذا العالم الواسع المتشعب يحوي الكثير، بحيث ينهل منه الشخص ما يريد ولا نهاية للمعلومات فيه، وطبعا لا نهاية للفروع والمجالات التي يرغب الفرد بالإطلاع عليها، فيظن معظمنا أنه عرف الكثير والحقيقة أنه تعرف لنقطة في محيط لا أكثر!.

ولما سئل الفيلسوف الكبير (أرسطو) : كم تعلم أيها المعلم ؟ أجاب : أن كل ما أعلم أني لا أعلم شيئا

أما الجانب الآخر الذي واجه معظم مستخدمي الإنترنت بكل المجالات ومها كانت أسباب دخولهم، فهو التعارف المتعمد أو العفوي ضمن هذه الشبكة العنكبوتية الضخمة، فبحكم أن تكون من مستخدمي الإنترنت لابد وان يأتيك دعوات عديدة على بريدك الإلكتروني للتسجيل بمواقع ومنتديات، و مستخدمي الإنترنيت اليوم لا يسلمون من الهجمات الدعائية المفيدة في بعض الأحيان والسيئة أحياناً أخرى، ليجد المستخدم للإنترانيت وبمجرد تسجيله وقد تعلق في هذه المواقع وأصبحت نشاطاته ومشاركاته تتزايد وتطور علاقته بالشبكة حتى تصل أحياناً لإنشاء صداقات افتراضية ومنها ما يتحول مع الزمن ليصبح واقعاً.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:

ما مدى المصداقية بكل ذلك؟!

وحتى ما مدى المصداقية والدقة بكل ما يتقدم لنا من أفكار ومقالات وآراء ؟؟؟

ربما في المواضيع العلمية ومجالات البحث ستجد معلومات غير صحيحة ، وستكون المعلومات الخاطئة في هذا المجال أقل، فالعلم لا يقبل المزايدة لأن الحقائق لا تقبل الجدل فهي إما صحيحة أو خاطئة وليس لها احتمال ثالث.

أما في مجال الكتابات الإبداعية والمقالات والمقاطع الشعرية والخواطر وكل ما يندرج ضمن إطار الإبداع الشخصي، ففيه يكمن بيت القصيد.

حيث نجد الكثير والكثير من الأفكار الاجتماعية والفلسفية والفكرية العقائدية ،ضمن مساهمات تعبر- كما يجب- عن رأي كاتبها وأخلاقياته ومثله العليا وانتماءاته، وأحيانا عن واقع يعيشه مجتمع وشعب بأكمله وربما تهافت الكتاب والشعراء وغيرهم إلى المواقع المهتمة بهذه الأمور لأسباب كثيرة، أولها أن المنتديات والمواقع الثقافية تترك المجال مفتوحا للحوار والنقاش، فيتبادل القراء الآراء والانتقادات والمديح والذم على شكل تعليقات وردود على الموضوع المطروح فتزيد أهميته، وتزداد حدة النقاش فيه كلما ازداد عدد الردود وكلما احتدم النقاش حول فكرة ما ربما تؤدي لزيادة شهرة الكاتب وشعبيته.

والمهم في كل الموضوع أنه أحيانا يكون النقاش قد ذهب سدى والحوار طار مع الريح والأصوات علت والمواقف سجلت على كل صاحب رأي أو ذي وجهة نظر، فهناك الكثيرون ممن نسبوا لأنفسهم إبداعات غيرهم (نسخ ولصق) مع بعض التعديلات الطفيفة للتمويه.

فأين حصانة كاتب الموضوع في عالم الإنترنت؟ وأين مصداقية المواقع والمنتديات؟ كل يوم نصادف شاعرا نطرب لما قال من كلام عذب لنجد الشعر نفسه في مكان آخر لشاعر آخر.

فكم من الناس تبنوا أفكار ومعتقدات حول كتاب معينين وهاموا بهم وبأفكارهم، وأعجبوا بهم من خلال كتابتهم وكاد عقلهم يطير بأخلاقياتهم ومصداقيتهم فتعلقوا بأسلوبهم وطريقتهم، ووصل الأمر لدرجة المراسلة وتبادل العناوين، سواء الحقيقية أو الإلكترونية وطبعا حبل الكذب عند هؤلاء القراصنة (نسخ ولصق) لم ينقطع حيث استمروا معهم على أساس أنهم فعلاً هم المبدعون، وأناس لهم مراكزهم وقيمتهم في المجتمع وبين الناس ويستمر هذا الخداع حتى تتحقق مقولة لا يصح إلا الصحيح وما بني على الباطل فهو باطل.

والمصيبة أن هؤلاء (القراصنة) كبروا في قلوب محبيهم الذي لم يكتشفوا حقيقتهم بعد و تنامت قيمتهم في تلك القلوب الطيبة، فترى هؤلاء المعجبين يتحدثون عنهم ويستشهدون بآرائهم وربما بكتاباتهم، ويعرفون عنهم بكل مكان دون دراية أو علم بعالم الإنترنت الخطر، وما قد يخبئه لنا من مفاجئات في حال تم كشف هوية هؤلاء الأشخاص ومعرفة حقيقتهم، وطبعا لا بد من الإشارة إلى أن اعتماد الأسماء المستعارة هو أسهل طريق لجعلهم مستورين أكثر، أما برامج كشف ال i p أو حتى معرفة الشخص من البريد الإلكتروني أصبحت فاشلة حيث كل يوم نجد برامج جديدة منها لحجب ال ip ومنها لأغراض أخرى، تساعد في المزيد من السرية والكتمان وإلا لما كان هناك قراصنة على الإنترنت ومخادعين وما يسمى قرصنة الكترونية .

أما برامج المحادثة (التشات) بأنواعها فهي تفسح المجال للكثير من التلاعب والعزف على هذا الوتر، فانتحال الشخصيات أصبح موضوع مكرر وممل، والكذب والخداع بتبادل المعلومات على قدم وساق، حيث يتعمد أحد طرفي الحديث لإخفاء المعلومات الحقيقية، واستبدالها بما يدعي من أمور مثالية (نسخ ولصق) لتقع الفأس بالرأس عندما تنكشف الأمور.

فتكون الفأس مؤلمة عندما يتعلق الأمر بالعواطف والمشاعر والأحاسيس، وكم سيكون الجرح كبيرا عندما يكون هناك وعود وآمال كبيرة معلقة على هذه المحادثات، سينكسر قلب أحدهما بالطبع وسيصاب بما يسمى أزمة ثقة تجاه كل من يعامله على النت فتنتقل العدوى لأرض الواقع، وكم من حالات نصب واحتيال تم حبكها عن طريق النت.

ومن القصص المؤلمة والطريفة بنفس الوقت أن أحدهم قرر أن يتكلم مع زوجته عبر التشات فأستخدم بريداً لا تعرفه وتعرف إليها و راسلها فأبدا إعجابه فيها دون أن تعرف أنه زوجها، عبر عن رغبته بلقائها وأنه سيفرش الورد على دروبها لو أعطته رقم جوالها حتى أنه وجد تجاوباً وحماسا من قبلها وأصيب بالدهشة حين أجابت حول سؤاله عن حالتها الاجتماعية حيث قالت له أنها غير متزوجة، مع العلم أنها أم لولدين وطفلة، نهاية تلك القصة لم تكن سعيدة فالطلاق وتشرد الأطفال كانا نتيجتها.

فهل حدث كل ذلك بسبب شاشة صغيرة وكيبورد سهلة الاستعمال؟

أم بسبب سوء الاستخدام لبرامج وضعت أساسا لتسهل الأعمال وتيسيرها؟، ومصمصة أصولا لخدمة البشر إيجابيا وليس سلبيا؟

ربما السبب أزمة الأخلاق التي وصلنا إليها حيث لا خلفيات ثقافية، ولا التزامات فعلية متبعة عند أكثر الأفراد أو الشركات في التعامل لا مع الذات ولا مع عالم الإنترنت، الذي يعتبر حتى الوقت الحاضر آخر اختراعات التكنولوجيا وأحدث وسائل الاتصال وأجودها.

ربما البعض عندما يقرأ هذه السطور يظن أنني بالغت وربما يظن البعض الآخر أنني ناقمة على عالم الإنترنت ولكن في الواقع أنا لست كذلك، إنما أردت أن أورد بعض مما خطر لي من أفكار، وبعض مما قد يكون نافعا لي ولسواي من خلال عالم افتراضي يقوم على شبكة عنكبوتبة، تمكننا من قول ما يجول بخواطرنا؟ وما نشعر به من أحاسيس؟ ومن عواطف ومشاعر طيبة تجاه الآخرين؟ ليصل الأمر أن تقام علاقات عاطفية وحب وغرام عبر شاشات تومض قليلا.

إن الإنسان كتلة من المشاعر الراقية والسامية والصادقة، وقد يكون غير كذلك فما هو موجود بالواقع أنتقل للنت وقد يكون التواصل الفعلي المرئي المحسوس غير كاف لنقل ما يجول بقلب طيب محب!! فكيف هو الأمر بالشاشات والأزرار؟

ينتهي المطاف بصدمة للغالبية العظمى عندما تنجلي الحقائق وتتضح الأمور.

في النهاية لا يصح إلا الصحيح وأعتقد أننا بتنا عاجزين عن التحكم بهذا العالم ولن يفيدنا إلا تهذيب النفس أولاً والتعامل مع هذا العالم على أنه حقيقي فنحن بتنا لا نفرق بين الحقيقة والإفتراض.

ولذلك لنبدأ من أنفسنا على مبدأ (عليك بنفسك فهذبها) ولكن لا يمنع الأمر من بعض التوعية والتنوير وخاصة لمن يهمنا أمرهم بضرورة المصداقية في كل شيء وفي هذا العالم الافتراضي تحديدا.

وإن كان دخولنا لهذا العالم هروبا من عالم الواقع المليء بالمنغصات والقلاقل فليكن دخولا صادقا شفافا بعيدا عن الاحتيال والخديعة وكل أنواع التدليس لنستطيع العيش بعيدا عن أزمة الثقة والشك التي إن دخلت نفوسنا خربت عقولنا وأصبحنا بحالة ريبة لكل ما يجري حولنا سواء على أرض الواقع أو في العوالم الأخرى وسواء من قريب أو غريب.

ومن أجل هذا كله أقول ختاما ( يكفي افتراضا ... نحن من الواقع )

نعم يكفي افتراضا من حيث وجود الأشخاص أو عدم وجودهم، يكفي افتراضا في ما نقدمه من أفكار ومفاهيم وأمور، يكفي افتراضا فيما نتبادله من مشاعر وأحاسيس.

نحن من واقع جميل وعذب ننعم فيه بالحياة بكل أبعادها ونتمتع بإنسانية قلّ نظيرها بين الكائنات الأخرى فلنكن إذن كذلك في عالم الإنترنت الذي ربما وجد ليجمع لا ليفرق وليقرب لا ليباعد، وليقدم خدمات إيجابية للبشر لا النفور والسلبية وتوجس الخطر من الآخر بكل كلمة وكل حرف نقوله.

فلتكن إنسانيتا وما ميزنا به الله من أخلاق وقدرة على محبة الآخر وتبادل العطاء معه هي عنون لكل تعامل نقوم به، واقعي كان أو افتراضي .

مي ناجح خلوف

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ainaljrn.com
 
عالم الإنترنت بين الواقع والافتراض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مستخدموا الإنترنت اجتماعيون
» الواقع الممنوع
» عالم الكبار
» عالم النت ثقافة أم معلومات ؟
» العنف ... يكتسح عالم الطفولة!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Dreams way :: ساحة ابداعات الأعضاء وماخطت به أقلامهم :: مقالات في الفكر والثقافة .. بأقلامكم-
انتقل الى: