لو لم يكن لعينيكِ لون القمر،
لون النهار بطينه وآده وناره
لو لم تُخضعي خفة الهواء،
ولم تشبهي أسبوعا من العنبر،
لو لم تكوني اللحظة الصفراء
التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي
والخبز الذي يعجنه القمر العطِر
حين ينزّه طحينه في السماء.
آه، يا حبيبتي، لما أحببتك!
في عناقكِ أعانق آل الوجود:
الرمل والوقت وشجرة المطر.
وآل ما هو حي يعيش آي أحيا أنا
لا احتاج مسافة آي أرى الأشياء،
فيكِ أنتِ أرى الحياة آلها.
* * *
يا امرأة تامة، يا تفاحة شهوانية، يا قمرا حارا.
يا عطر الطحالب الكثيف، ووحلا معجوناً بالضوء
أي نور غامض يتفتح بين أعمدتكِ؟
وأي ليل قديم يثير حواس الرجل؟
آه، الحب رحلة مع المياه والنجوم،
مع الهواء الضيق وعواصف الطحين النزقة:
الحب قتال بين البروق
وجسدان ضلّلهما عسل واحد
قبلة فقبلة اجتاز مطلقكِ الصغير.
وضفتيكِ. وأنهاركِ وقراكِ،
فترآض نار الجنس وقد صارت لذة
على طرق الدم الضيقة،
لترتمي آمثل قرنفلة ليلية
وتصبح محض شعاع بين الظلال.
* * *
لا احبكِ آما لو انكِ وردة من ملح.
أو حجر ياقوت، او سهم من قرنفلات تشيع النار:
احبكِ مثلما تحَبّ بعض الأمور الغامضة،
سرا، بين الظل والروح.
احبكِ مثل النبتة التي لا تزهر
وتخبئ في داخلها ضوء تلك الزهور
وبفضل حبكِ يعيش معتماً في جسدي
العطر المكثّف الطالع من الأرض.
احبكِ دون أن اعرف آيف، أو متى أو أين،
احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور:
هكذا احبكِ لأني لا اعرف طريقة أخرى
غير هذه، دون أن أآون أو تكوني،
قريبة حتى أن يدكِ على صدري يدي،
قريبة حتى أغفو حين تغمضين عينيكِ.