كان
قيظ ذلك اليوم كان غريبا من نوعه , فقد
شعرت بضيق شديد يعتريها , وحمل ثقيل يجثو على صدرها المثقل بأحزان وهموم لم تعهدها من قبل , فأمها المريضة
وهي بأواسط العمر ,و والدها متزمت متشدد
تجاه كل ما تقوم به من نشاطات كان حملا كافيا ليثقل كاهلها وينهكها وهي لم تتجاوز
أعوامها العشرين , وهي شبه معيلة لتلك الأسرة التي داهمتها المصائب بغير وقتها
واعترتها الأمراض والهموم منذ تفتحها كبرعم جديد في الحياة.
تعزو
أمها مرضها لتصرف أختها الكبرى حين هربت
مع ذاك الشاب الكاذب وخرقت كل تقاليد وعادات أسرتها ومجتمعها ومحيطها , أما أختها
الصغرى فهي منكبة على الدراسة ، ربما هربا من
واقع معاش صعب ومؤلم , فنظرات الحزن بعيني أمها تلاحقها حتى
في المنام , وتشدد والدها وصوته المرتفع وصياحه الدائم يقلقها ويقطع عليها خلواتها بينما
الكتاب مفتوح أمامها وهي تهيم في عالم آخر , أما الأخ فتحول لمراقب بطلب من الأب فهو لا يدع فائتة تفوته دائما
يسأل عن الطارق والذاهب والآتي وعن المتصل وعن مشاريع كل من الأختين وحتى أنه
يسترق السمع لأحاديثهما التي طالما كانت مزينة بضحكات الفتيات الصغيرات التي لا
تخلو من بعض الأنوثة والغنج قبل النوم .
أكثر من مرة فتحت باب غرفة النوم الخاصة بها وبأختها لجلب ماء أو
لغرض ما فوجدت أخاها يسترق السمع ,
كانت تسرح ببصرها وبمخيلتها لعشر سنوات
خلت عندما كانت تضع هذا الطفل الصغير على
يديها وهو يقارب وزنها , كان في عامه الثاني
فكانت تتكبد بعض ساعات من العناية
به وملاعبته وإضحاكه ريثما تنهي الأم
أعمالها المنزلية, آلمتها فكرة أن يتحول
ذاك الملاك الصغير إلى جاسوس عليها وهي وأختيها اللتان تنازلتا في الكثير من
الأوقات عن الكثير من الرفاهية والكثير مما يشتهيه كل الأطفال لأجله , فقد كانت
الحجة الدائمة أنه أخوكم الصغير .
كانت تدمع عيناها لكل ما يجري
حولها وربما اجتمعت في ذاك اليوم كل تلك المنغصات وضاق بها صدرها تزامنا مع خلافها مع الحبيب , وربما كان للطقس والجو الحار وخلو الشوارع من
المارة كعادة الناس بمثل هذا الوقت من النهار دور في ذلك , حيث الكل ملتجئون في
بيوتهم يمررون هذه الساعات الصعبة من الصيف اللاسع بشمسه ورطوبة هوائه بهذه
المدينة الساحلية كانت كل تلك أسباباً
كافية لتسمح لدموعها أن تنهمر وهي أمام
نافذة المكتب الذي تعمل فيه , انبرت بزاوية شبه حادة لتراقب إن كان أحد لحظ ما
اعتراها من تغير فشهقة الدمعة الثانية كانت مسموعة بحيث صعب عليها كبتها أو التظاهر بشيء آخر, أسرع زميلها في المكتب يربت على كتفها ويطلب منها
الجلوس تفاديا للفت نظر المزيد من الزملاء, أبت أن تجلس استمرت تتأمل تلك الفسحة بين بنايتين حيث يظهر
جزء من البحر بزرقته السماوية الصافية , تمنت بقرارة نفسها لو كانت قلوب الناس
مثل هذا البحر الكبير تتسع للكثير من الطيبة , وللمزيد من المحبة . ولأكثر وأكثر من الصفاء والنقاء والشفافية
والعمق بحيث ترسو كل المشاكل والهموم إلى القاع ولا يطفو إلا ما هو حسن وطيب بقلب
كل فرد .
أسرعت بأخذ حقيبتها وبلفته شبه خاطفة أومأت لزميلها ليبلغ المدير عن انصرافها
المفاجيء, ذهبت شبه راكضة للمصعد لكن
انشغاله بطوابق أخرى دفعها لعدم تحمل الانتظار حتى دقائق معدودات , فنزلت الدرج
وكأنه تحول لسلم كهربائي تحت أقدامها لم تستغرق الطوابق الخمسة أكثر من لحظات حتى
وجدت نفسها في الشارع كانت أمام خيارين إما سيارة أجرة وتنطلق نحو الكراجات منتهية بالبيت أو تسلك الطريق الغربي المؤدي
لشاطيء البحر الممتد على طول المدينة
سارت بغير هدى مرت بمحال ومخازن وأماكن لمحتها
وكأنها السراب , كانت تمشي وكأنها على سطح القمر فلا رجلاها تشعران بسيرها ولا بصرها وعقلها يدركان على وجه التحديد ما تمر به ,إلى أن أيقظها من هيامها
بعالم آخر غير محدد المعالم صياح بائع , ينادي على سمكه الذي اصطاده وهو ما
يزال يتخبط متلويا مصارعا القدرة على
التنفس وطلب الحياة التي ربما كانت جميلة بالنسبة له في قاع البحر , نظرت مليا
لذلك الوعاء وهو يحتوي من الأسماك أنواعاً كثيرة و بعضها جميل ,و بعضها طويل , وبعضها
يبدو رشيقاً وجذاباً , كادت تقترب أكثر
لولا أن البائع أخذ يصيح عاليا مناديا على
جودة سمكه وسعره وميزاته , فرأت الابتعاد عن هذا الضجيج حيث تتقاطع أصوات البائعين في تلك المنطقة على أسماكهم
ويكاد المرء لا يدرك ما يسمع , أما أصوات وتأوهات الأسماك المنازعة فلا أحد
يسمعها قالت هذا بسرها وهي تراقب صراع
الحياة والبقاء في ذلك المكان العابق
برائحة الأسماك وملوحة البحر
استمرت تمشي
وتمشي وتنظر وتراقب , إلى أن أصبحت على الرصيف المحاذي للبحر تماما حيث لا
باعة ولا أصوات ولا أحد قربها غير البحر الهاديء هدوء نفس راضية , وبعض المارة
المسرعين ربما لأعمالهم أو لبيوتهم هربا
من حر لا يطاق , كل شي كان بقربها
هادئ, مستكين , لكأن الدنيا والعالم
والكون في قيلولة , نظرت لساعتها إنها الثانية ظهرا , فعلا إنه وقت القيلولة ,
فحتى الطبيعة تأخذ استراحة – سبحان الله – أما هي فكانت غير مستريحة لشيء وغير
مطمئنة
نفسها
هائجة , متخبطة , تنازع أفكاراً كثيرة , تطرد بعضها و يستحوذ عليها البعض الآخر
,إنه لأمر مؤلم أن لا يعرف المرء ما به ,
ولمَ يمر بكل هذا , أسرعت الخطى
علّ نسمات البحر تخفف حدة الشمس على
ساعديها الفتيتين أو لعل هواء البحر الآتي من أصقاع كثيرة في العالم , والمحمل
بهموم وأفراح وأشياء لا حصر لها
يخفف من شدة توترها
استمرت على هذا النحو ما يقارب الساعة وهي تمشي
وتمشي وتحث الخطى وكأنها متجهة نحو هدف ما
تذكرت خلالها خلافاتها المستمرة مع الحبيب الذي أدخلته لقلبها هربا من
واقعها المؤلم , وتنشيطا لنفسيتها المحطمة , ومواساة لظروفها الصعبة .
ولكن
عبثا ، هكذا هو الحب , يدخل حياتنا ليقلب
كل شيئا رأسا على عقب , نترجى منه السعادة
فيجلب الهموم , نناجيه ببعض الرأفة فيفاجئنا بالكثير من القسوة , نهيئ له
الظروف لنقضي بصحبته أوقات ممتعة فيقض مضاجعنا بالبكاء والدموع , إنه الحبيب
يمطرها بالكلمات الحلوة الناعمة ويأسر قلبها بالوعود والآمال المستقبلية المخملية
, يصورها أميرة زمانها و يكتب لها شعرا , ويخط لعينيها نثرا , يغني ويطربها بكل مقطوعات العالم فترتاح روحها وتهدأ خواطرها وتطمئن هواجسها ,
لكن ما هي إلا لحظات عندما تدب الغيرة العمياء في قلبه حتى يتحول لشخص آخر فلا
يعود يرى محاسنها ولا يتغزل بمفاتنها ولا يحمد أخلاقها , إنما يبدأ بالمشاجرات والتوعد وغيره من أساليب النكد
والصد .
آخر مرة كان سبب القطيعة رنة جوال , فكل ما حصل أنها لم تستطع الرد على
مكالمته حين كانت تحضر عيد ميلاد صديقتها
, فكانت العقوبة عالية المستوى , قفل جواله ولم يرد عليها طيلة أيام , وعندما
رد بعد طول انتظار كانت حجته أنها لم
تعلمه بخروجها لهذه المناسبة , وقفت أمام
نفسها متسائلة وهي تضع سماعة الهاتف على أذنها :
هل تحولت لشيء من ممتلكاته ؟ وهل المرأة
حين تفتح قلبها لشريك ما عليها أن تلغي كل
ما بحياتها اجتماعيا وعائليا وتتحول
لجارية رهن أصبع المحب و إشارته ؟
كانت فكرة صعبة عليها وهي التي تعاني من ضغوط
المنزل , وتزمت الأب , ومراقبة الأخ ,
ونظرات العتب من الأم فكيف بالحبيب الآن يقسو عليها كل هذه القسوة وكيف به يحاسبها
على أمور ظنت أنه سيفرح لممارستها؟
حاولت يومها أن تعتذر منه بشتى الطرق وان تجد
الأعذار المناسبة سيما وأنها لم تقترف ذنباً
فكل ما فعلته كان في إطار التصرف العادي
والطبيعي , وتعود لتعلل نفسها بالآمال حين
تعلل للحبيب ما قام به بحجة المحبة العارمة والغرام المطلق والغيرة
الطبيعية المرافقة لمثل هذه الحالات .
هامت
بها الأفكار ونقلتها الخواطر لعوالم أخرى
, منها المقيت ومنها المفرح ومنها المبكي
المحزن , زفرت زفرة طويلة من هواء رئتيها
المشحون بالهم والغم , ملتفتة يمينا لتجد
مطعما صيفيا يظلله الهدوء وتخيم عليه
الأجواء الرومانسية ,
سرت
بنفسها رغبة الارتياح في ذلك المكان بعد مشوارها الطويل وحديثها غير الشيق مع نفسها
, ترددت في الدخول لكن بعد لحظة وجدت
نفسها وسط طاولات الخيزران وبين الكراسي
الأنيقة الجميلة تجول بنظرها كالتائهة , سحب
لها النادل كرسيا إلى جانب طاولة ثنائية الكراسي : قائلا تفضلي سيدتي !
طربت لسماع
لقب أحبته بكل أبعاده (سيدتي ) لقب
جميل تولد بعض النساء وهنّ يحملنّه , هذا ما تذكرته من آخر
رواية قرأتها بينما كانت تجلس, فقد كانت
بأمس الحاجة للظل والراحة وبعض الهواء البارد المنعش , اندهشت بنفسها وهي في هذا المكان حيث لا وجود لأحد
سواها منفردة بينما كل الطاولات الأخرى
تشغلها عائلات أو ثنائي من المحبين
اوغيرهم
واست نفسها بأنها متعبة و بكل الأحوال لم تحن
ساعة العودة إلى البيت فلا أحد سيدري
بجلوسها هنا , ثم قدمت لنفسها ما يكفي من الأعذار حول أنها صاحبة الدخل
الثاني بعد والدها بالبيت وهي نصف
معيلة ويحق لها التصرف ببعض مالها على
نفسها , استراحت لهذه الفكرة , وسعدت بعض الشيء للرفاهية التي نعمت بها
للحظات وبينما هي كذلك فاجأها النادل
بسؤاله عما تود تناوله: طلبت العصير وبعض الحلوى وماء مثلجا ليبرّد نار صدرها
الملتهب هموما وشوقا وأشجانا للحبيب وكل مفاتن الحياة ومحاسنها والمحرومة هي منها
.
كان طعم الحلوى لذيذا ومستساغاً جدا رغم الحر, حيث نكهة الشوكولا لا مثيل لها ,
تنعمت ببعض الراحة وترددت بإشعال سيكارة مع
كأس العصير الشهي , لقد فعلت ذلك
لأنها شعرت أنها لن تنعم بمثل هذه الحرية
والرفاهية مرة أخرى
أنهت
ساعتها الحرة البعيدة عن قيود الأسرة وتوجيهات وعظات الحبيب , وهمت بالخروج بعد أن طلبت الحساب , لم تكترث
للنقود الكثيرة التي وضعتها على الطاولة لقاء القليل من الراحة المحتاجة جدا لها ,
ومقابل الحرية والرومانسية التي لم تذقها يوما في مكان آخر . عند الرصيف وبينما
تحاول قطع الشارع استوقفها شاب عصري اللباس , جميل الطلعة بهي الهيئة , ناداها مستفهما
بلغة لم تفهمها باديء الأمر ولكن
استدركت لتعير انتباها أكثر وإذا به يتكلم الإنكليزية وبيده خريطة للمدينة و ويستفهم بطريقة مهذبة جدا
عن متحف هذه المدينة وسورها وأبوابها ,
أرشدته بما استطاعت وودعته بالكثير من
التمنيات الطيبة وهو يزيد من شكره لها .
انطلقت إلى البيت مسرعة لكي لا يلحظ أحد تأخرها
, ونسيت بلحظة إدارة المفتاح بباب بيتها كل ما مرت به , نسيت البحر الأزرق الجميل
, المشوار المرهق و الكافتيريا الهادئة .... كل ما مرت به كان حلماً لا أكثر .
ولكن
كان هول المفاجأة اكبر حيث كان الحبيب ينتظرها في بيت أهلها والكل مجتمعون ينظرون
إليها وهي مندهشة على باب غرفة الجلوس من هذا الاجتماع المفاجيء والعفوي وغير المنتظر...
حيت الجميع , رد البعض بجفاء والبعض ابتسم
ابتسامة صفراء وآخرون أداروا وجوههم جانبا
, علمت أن أمرا خطيرا حدث أو سيحدث فبحدس كل أنثى
تعرف إشارات الخير من إشارات السوء , جلست بطلب من والدها وبنظرة استفهام
من والدتها اضطرت بعدها أن تطأطئ رأسها,
بادرها الوالد مستفهماً عن سبب تأخرها , أجابت وبكل وضوح أنها مشت لوحدها على
البحر بضعة دقائق مروحة عن نفسها التعبة .
قهقهة
الحبيب جلجلت المكان وأوقفت قلبها خوفا , سألته بجرأة غير معتادة عن سبب ضحكه بهذه
الطريقة الغريبة , أجابها بجرأة وبوقاحة اكبر أنها تستطيع أن تكذب على من تشاء من
هذا العالم لكن ليس عليه ,فاتهمها أمام أهلها
والجميع بأنها خائنة , ووجه لها كلمات قاسية ومؤلمة , مبينا لها صفاء نيته بزيارة
أهلها لمفاتحتهم بموضوع زواجهما ولكن هي كانت مشغولة بلقاء شاب في إحدى مطاعم
المدينة , وهو شاب عصري جميل يرتدي بطريقة مثيرة وملفتة
لنظر الفتيات التافهات أمثالها .
غص
قلبها بصدرها وامتلأت عيناها دموعا
وهي تنفي كل ما يقول , حاولت جاهدة
إفهام الجميع أنها لم تخن أحدا ولم تقابل أياً كان , إنما كل ما حصل كان عبارة عن ترويحة
نفس, وأقسمت بكل ما لديها من مقدسات لكن قرار من كانت تعتبره شريك الروح , ومليك القلب كان أسرع ليطغى على كل ما قدمته من
حجج وبراهين حيث انتصب مودعا الأهل وداعيا
لها بمستقبل أفضل ومنهيا كلامه بان الدموع
سلاح الضعفاء في تغطية فشلهم وكذبهم .
كان
وقع المفاجأة اكبر مما تصورت , لم تدرِ
كيف حدث ذلك ومن أين أتى بكل هذه
الأقاويل وكيف تزامن مشوارها في ذلك اليوم مع قدومه من مدينته , فتحت فمها لتقول لأبيها
ما حدث بالضبط لكن كان وقع يده على خدها أسرع
, فدوت الصفعة ناهية كل كلام , رفعت رأسها
بعد أن تدحرجت أرضا محاولة فهم ما يحصل و لكن الموقف لم يكن يتحمل , حيث
أتت الأوامر صارمة من الأب بدخولها إلى غرفتها وعدم الخروج حتى السماح لها .
استنجدت , توسلت و حاولت بين البكاء والهذيان لكن دون جدوى , انتهى بها المصير في الفراش لا هي بالمريضة تعرف ولا هي بالصحيحة , منعت من
كل شيء حتى عملها الذي كان باب رزق للعائلة رغم ضآلة مردوده ,
بقيت في السرير وقتاً طويلاً , بصرها
يجول بكل مكان , يتحركون , يدخلون , يخرجون . يتكلمون موجهين لها الكلام وموجهين لبعضهم البعض إشارات الاستفهام حول
حالها ؟
ولكن
لا جواب فلم تعد ترى ولا تسمع ولا تشعر
بما يجري حولها كانت تبتسم من حين لآخر , حيث السمكات ما زلن يتخبطن , ومازال
البحر ازرق يناديهن لينعمن بحريتهن فيه , بعيدا عن سلال الصيادين وبعيدا عن ضجيج
أصواتهم وقيودهم وأعرافهم وقوانينهم , ما يزال طعم الحلوى بفمها رغم مرارة الأيام
وما يزال جو المطعم الهاديء يخيم عليها
يا للحرية ,
ويا للعيش المرفه الجميل , ويا للسائح اللائق الجميل , مناظر ومواقف لن تعود لتراها أو تنعم بها يوما
لماذا
؟ سألت نفسها أجابها البحر بأصوات
أمواجه وبطقطقة صدفاته التي تروي كل يوم
حبا جديدا لسائح جديد حيث زرقة البحر والأفق المفتوح والأشرعة المنتصبة تنادي
كل محب للحرية والحب والسلام ليعيش مع
حبه قصة لن ينساها وليبني مع حبيبه أسطورته الخاصة وحلمه الجميل .
(لم تعرف إن كانت الحياة أكبر من الموت ... لكن
الحب أكبر منهما )
مي خلوف