كل شيء مضى مختلف.. وفي هذا العام كل شيء اختلف

جدتي ...
اشتقت إلى قهوة جدتي .. إلى حلتها التي تجرجر ذيولها
إلى راحة يدها .. التي كفكفت بها دمعي
التي هدهدت بها على كتفي
والتي لملمت بها جرحى ..
أمي ...
اشتقت إلى أمي التي مضت مسافرة
في ليلة الشتاء القارص ..
في يوم عيدها ..
قالت : انى ذاهبة وقد يطول غيابي
فلا تنتظر عودتي ...
انى مسافرة .. وقد لا أعود بجواز سفري .. وثيقة سفري
قالت : لا تغضب .. لا تحزن .. فاني ماضية كسنن الأيام .. كرحلة السحاب .
حديقة الماء ....
في كل فصل من كل عام ..
اذهب إلى حديقة الماء .. أتفقد دموع السماء .. أراقب ضحكات الأرض .. وغضب الأعاصير والرياح .. اهرب من همجيتها .. حين تقتلع جذور الأشجار المترنحة..
كل شيء مختلف هذا العام ...
أخشى أن يأتي الربيع متأخراً .. وتغيب الشمس ويصبح الصيف باردا بلا نور .. بلا دفء ..
والشتاء بلا أمطار .. ويخجل الخريف .. فيغيب من حسابات الفصول ويسقط من مدونة النظام ... وتتوقف الأرض عن الدوران
فيفقد الملاح بوصلته .. ويغرق القبطان في وحل الظلام
ويصبح الزمان .. غير هذا الزمان ..كذاك الجبان الذي اقبل على
قلاع الشجعان .. وانسحب الشجاع مهرولا بإدبار وكان في الأمر حكاية ...
حروفها نسجتها مؤامرة الدنيء إنها كانت خيانة تحت خيمة الظلام .
فآه على وطن غرد الغراب على وجعه ... فمن له من هرس العظام !!